المقاله تحت باب في الموسيقى والغناء في
14/05/2009 06:00 AM GMT
هدى جاسم إذا نظرنا لأعضاء الفرقة السمفونية الوطنية العراقية البالغ عددهم 85 عضوا نجد أن من بينهم الطبيب والمنهدس والاستاذ الجامعي، يحملون آلاتهم الموسيقية للعزف ضمن الفرقة السمفونية الوطنية «الاوكسترا» التي لم يتوقف عزفها في العراق وخارجه في اصعب الظروف وأحلكها التي مرت على العراق. ويقول كريم وصفي، قائد (الاوكسترا) ومدير الفرقة وهو ابن الفنان العراقي المعروف كنعان وصفي والذي انضم الى الفرقة عام 1985 وكان في حينها اصغر عازف في الفرقة، ان «الاوركسترا في جميع انحاء العالم المتحضر خلاصة للرقي والتحضر الفني والاجتماعي اكاديميا وفنيا، حيث ان أعضاءها هم عادة من افضل الموجود موسيقيا». وقال وصفي ان «السمفونية الوطنية العراقية تعتبر من اقدم الاوركسترات في المنطقة، حيث كانت بداياتها في الاربعينات من القرن الماضي مكونة من اساتذة وطلبة معهد الفنون الجميلة وجمعية بغداد للفلهارمونيك، حيث تم تقديم العديد من الحفلات والنشاطات كاوركسترا وترية». ويستكمل وصفي، الذي تقاضى أعلى اجر لدى انضمامه للفرقة بعد ان حصل على موافقة خاصة للعزف مع اعضائها لصغر سنه، انه في «عام 1959 ارتبطت الفرقة بوزارة التربية كاوركسترا متكاملة حتى عام 1962 حيث اصبحت الاوركسترا تحت رعاية وزارة الارشاد رسميا وقدمت أولى نشاطاتها المتكاملة في تلك السنة بمناسبة احتفالات الذكرى الألفية لمدينة بغداد. استمرت الاوركسترا بالتطور وانضم اليها في نهاية السبعينات والثمانينات خريجو مدرسة الموسيقى والباليه التي رفدت الوسط الفني الموسيقي بكثير من الاسماء اللامعة اضافة الى خريجي معهد الفنون الجميلة ومدرسة الموسيقى العسكرية بالاضافة الى جميع الموسيقيين الاجانب المقيمين في العراق آنذاك». ويشير وصفي، الذي قضى حياته متنقلا بين أوروبا والولايات المتحدة خصوصا للدراسة في مجال العلوم السياسية وكذلك العزف على آلة الجلو الذي عشقه منذ بدايات حياته، الا انه كان يعزف على الجلو اثناء دراسته في جامعة انديانا في الولايات المتحدة في نفس الوقت الذي أكمل دراسته فيها. وحول اهم العروض التي قدمت في العراق وخارجه بعد الاحداث الاخيرة عام 2003، قال وصفي ان «الفرقة كانت قد عزمت بكل أفرادها على ان ترد حضاريا على كل من أراد عزل المجتمع بكل اطيافه عن التطور وكانت هناك اول حفلة للفرقة عام 2004 واستمرت بعدها الفرقة بالعزف خارج وداخل العراق في مهرجانات وامسيات وحفلات واستطاعت ان تحول الموسيقى الى لغة حوار بين كل اطياف المجتمع العراقي، وكان رد الفرقة بالموسيقى على كل حالات التعصب والتخلف التي عصفت بالمجتمع العراقي ليكون ردا حضاريا من خلال ايصال الموسيقى بأرقى أنواعها إلى العالم ونقل الموسيقى العالمية الى داخل العراق». احمد سليم، احد اعضاء الفرقة السمفونية وهو ايضا احد مؤسسي فرقة منير بشير للعود العراقي وهو عازف لـ«الكونترافاس» في الفرقة السمفونية ويعمل في ذات الوقت رئيسا لقسم الموسيقى الشرقية في مدرسة الموسيقى والباليه، قال انه احد الخريجين الاوائل من معهد الدراسات الموسيقية ومشارك في جميع المهرجانات التي اقيمت داخل العراق وبعض المهرجانات خارجه وحصل على عدة جوائز عربية ودولية وهو من العازفين المتميزين في العود. احمد، طبيب اسنان، يعتبر هوايته وحياته في العزف ضمن الفرقة السمفونية وكذلك العازف الآخر سامر وهو الحاصل على شهادة الماجستير في المعدات الطبية. وتسعى ادارة الفرقة، وحسب مديرها، الى الاتصال بعدد من اعضاء الفرقة الذين هاجروا الى خارج العراق لاعادتهم الى صفوف الفرقة من جديد، خصوصا ان جميعهم من اهم عازفي الفرقة واهم مواهبها. وتتابع على قيادة الاوكسترا العديد من قادة الفرق الموسيقية الاجانب المحترفين منذ تأسيسها من النمسا وبولونيا والمانيا الشرقية وهنغاريا والاتحاد السوفيتي، وفي مرحلة الثمانينات غادر الفنانون الاجانب العراق بفعل الحرب العراقية الايرانية ليتولى قيادتها عدد من الفنانين العراقيين كان من ابرزهم : عبد الرزاق العزاوي ومحمد عثمان صديق ومحمد امين عزت. وظهر لاحقا عازفون منفردون «عازفو الصولو» مع الاوركسترا من العراقيين الذين اخذوا يعوضون عن الاعتماد الكلي على العازفين الاجانب، مما شكل قفزة نوعية عبرت عنها براعة العازفين المنفردين العراقيين من أجيال مختلفة وبعضهم عرف عالميا في العزف المنفرد مثل: آرام زارسيان ومحمد عثمان وليث عبد الغني وكريم وصفي. فضلا عن مبدعين آخرين عرفوا في النشاط المحلي امثال: علي خصاف ونبيل هاني وجنيد محمود حمد واحمد محمود حمد وسعد الدجيلي واكنس بشير وسهير لازم وسلافة غانم حداد وغيرهم. وقدمت الفرقة السمفونية على مدى مسيرتها الفنية اعمالا موسيقية غاية في التميز قدمت حفلات عديدة في بيروت وعمان وروسيا واذربيجان والولايات المتحدة ودبي. ويقول وصفي انه من التوجهات التي تخدم مسيرة التطور للفرقة هو تقديم مؤلفات الموسيقيين العراقيين المعاصرين بأسلوب سيمفوني وتنويع التراث العراقي وتقديمه بشكل اوركسترالي.
|