معرض لفناني رسوم الاطفال في مسابقة الفنان طالب مكي

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
18/10/2008 06:00 AM
GMT



 
 
افتتح في بغداد الخميس معرض تشكيلي لعدد من فناني رسوم الاطفال في اطار مسابقة تحمل اسم الرسام العراقي واحد مؤسسي ثقافة الاطفال طالب مكي.
ويضم المعرض الذي ينظم في قاعة دائرة ثقافة الاطفال التابعة لوزارة الثقافة في اطار تكريم مكي، خمسين عملا تعود لتجارب فنية من اجيال عدة ورسوما لهذا الفنان مكي الذي كان النحات الراحل جواد سليم يسميه صرخة الصمت لانه ابكم واسد بابل لقدراته الابداعية الكبيرة.
وتمثل الاعمال المشاركة في مسابقة المعرض اغلفة لاسبوعيتي مجلتي والمزمار اللتين تصدران منذ 1969 و1970 علي التوالي، وكذلك رسوم لكتب قصصية وشعرية موجهة للاطفال فضلا عن السيناريوهات القصصية.
وطالب مكي ولد في الناصرية عام 1936 ودخل معهد الفنون الجميلة في 1952 بقرار خاص من مجلس الوزراء لانه لم يكن قد اكمل الخامسة عشر من عمره.
وقد تخرج في معهد الفنون الجميلة في بغداد في 1957 وشارك للمرة الاولي في معرض محلي بعد عام من تخرجه في القسم الهندسي مطلع الستينات بعد وفاة جواد سليم الذي اعجب بقدرة الفنان الواعد وسمح بمشاركته في العديد من المعارض المحلية.
ومكي من مؤسسي جماعة المجددين التي انبثقت في 1965 بصحبة عامر العبيدي ونداء كاظم وسالم الدباغ... وتبرز اعماله التي زينت المئات من كتب الاطفال اهتمامه بالحكايات الشعبية والتاريخية العربية فضلا عن الرمزيات الاشورية والبابلية.
وقال الناقد التشكيلي صلاح عباس ان تجربة طالب مكي عملاقة وثرية ونجح فيها ضمن مسيرة الفن التشكيلي بشكل عام وفيما يتعلق بمشواره مع رسوم الاطفال خصوصا.
واضاف ان مكي صهر نصف قرن من عمره في بوتقة الفن والتوقف عند تجربته وواقعها لا حدود له بعد ان اصبح واقعا خاصا لكل فناني رسوم الاطفال في العراق.
من جهته، قال الاعلامي جمال كريم ان مكي ولد موهوبا وتنامت موهبته وتشكلت علي وقع حس بصري استطاع من خلاله الانتصار علي حرمانه من حاسة النطق حتي اصبح احد رواد مشروع ادب الاطفال.
واضاف كريم علينا ان نتامل باحترام كبير تجربة انسان فنان ابداعي قال عنه جواد سليم بانه سيخلفه قبل ان يسكت قلب هذا الاخير في 1961.
وقد تقاعد مكي عن العمل منذ اكثر من عشر سنوات ليتفرغ لمشغله قبل ان يتعرض لجلطة دماغية قبل عامين. وهو مهتم بالنحت وله منجزات يحرص علي تاملها يوميا ويشارك باكثر من معرض محلي.
ودعت مها ابنة مكي الجهات الحكومية الي ابداء رعاية خاصة للفنانين الذين امضوا سنوات طويلة مع رحلة الابداع فليس من المعقول ان يعتمد هؤلاء علي رواتب تقاعدية غير منسجمة مع متطلبات الحياة.
واضافت مها التي تواصل دراستها العليا في اكاديمية الفنون الجميلة فرع الرسم ان والدها الذي اصيب بجلطة دماغية قبل عامين ما يزال منكبا علي حياته العملية ورحلته اليومية في مشغله.
وشهدت ثقافة الاطفال في العراق عهدها الذهبي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، لكن الاهمال الذي لحق باهم مؤسسة ثقافية ادي الي انهيارها.
ومن ابرز كتاب تلك الفترة عبدالاله رؤوف وفاروق سلوم وفاروق يوسف والراحل جعفر صادق وعبد الرزاق المطلبي وجليل خزعل والراحل خيون دواي الفهد وزهير رسام وجواد الحطاب ومن المع الرسامين مكي وشقيقه اديب مكي وحنان شفيق والراحل مؤيد نعمة وعبد الرحيم ياسر ونبيل يعقوب وانطلاق محمد علي وغيرهم.