المقاله تحت باب معارض تشكيلية في
16/04/2008 06:00 AM GMT
مندوبة عن سمو الأميرة عالية الفيصل افتتحت معالي الدكتوره نانسي باكير مساء امس الثلاثاء، معرض الفنان إبراهيم العبدلي "بين بغداد وعمان والقدس" الذي يقيمه مركز للفنون، عمان- الاردن، ويستمر حتى الخامس من آيار المقبل. ويحتوي المعرض على سبعة عشر عملاً متراوحة الأحجام، منفذة بالألوان الزيتية وتعكس أسلوبه الفني الواقعي. أما موضوعاته فتتوزع ما بين الرصد الرصين للمكان وبين البورتيرية أو الوجوه، حيث يتنقل في أعماله للمكان ما بين بغداد وعمان والقدس، كما يشير إلى ذلك عنوان المعرض. لكن العبدلي يخلد هذه الأماكن في زمنها البعيد، وليس في لحظتها الحاضرة ويضفي عليها صفة الدوام في الذاكرة. والعبدلي، فنان بغدادي، من مواليد عام 1940، تلقى دروسه المبكرة في الرسم على يد شيخ الفنانين العراقيين الأستاذ فائق حسن، أبرز رواد التيار الواقعي في الفن العراقي المعاصر. وقد حاز على درجة البكالوريوس عام 1965 من أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد وماجستير الفنون من مانشستر بوليتكنيك، "انجلترا" عام 1980 وهو يدرس الفنون في جامعة البتراء الأردنية منذ سنوات طويلة. وإبراهيم العبدلي من الفنانين المقلين في إقامة معارض شخصية لأعماله، إذا لم تزد عدد المعارض التي أقامها في عمان خلال اقامته الطويلة في الأردن عن ثلاثة معارض. وبهذا المعنى يكتسب معرضه في مركز رؤى للفنون أهمية خاصة، فهو يتيح الفرصة لإلقاء نظرة شاملة على مجموعة كبيرة من أعماله المعاصرة. وعلى خلاف معظم معاصريه من الفنانين العراقيين الذي اختاروا السير في دروب المدارس الحديثة في الفنون، ولا سيما التجريدية، فقد ثابر إبراهيم العبدلي على أسلوبه الواقعي، الكلاسيكي، كما على الرسم بالألوان الزيتية وأبتعد كلياً عن التجريبية والمواد والتكنيكات الحديثة في التصوير. وتعكس أسلوبية ابراهيم العبدلي شخصيته الهادئة الطباع، وتشف عن وداعته وإحساسه المتوازن بالعالم. وقد أشاد فائق حسن الفنان العراقي الراحل بإمكانات إبراهيم العبدلي الفنية وتقنيته الحساسة أما الفنان اسماعيل الشيخلي فقد وصف العبدلي بأنه أبرز فناني جيله، وأشاد باسلوبه الواقعي الإنطباعي المعاصر، وقال إنه رسام بطريقة شاعرية ذات تأثير موسيقي. وعلى الرغم من واقعية اسلوب العبدلي في الرسم، فإنه فنان يختار موضوعاته بدقة تعكس رؤيته الخاصة للعالم. فهو يرى العالم بعيون حالمة، ومن هنا اختياره للمدن القديمة، كما كانت في الماضي، لا كما هي اليوم. وهي بذلك واقعية اسلوبية لكنها رومانسية وحالمة في رؤيتها للواقع. وكأنه بذلك لا يريد أن يرى أي قباحة في العالم الواقعي فيهرب منه إلى الماضي، والى الصور التي تجمد لحظة ما، جميلة من هذا الواقع، عن طريق استهام الصور القديمة للحياة البغدادية والعربية. والعبدلي، فنان يحترم حرفته ويمارسها بعشق ومهنية عالمية، ويقدم رؤيته للعالم من خلال عيون حالمة، بدون إدعاءات عن دور الفن ورسالته. ومعرضه في مركز رؤى للفنون تشبهه هو، فهو يحمل أماكن وطبيعة وأشخاص مروا من امامه، وخرجوا عبر "فلاتر" أو "مرشحات" رؤيته البصرية، بألوان وحساسية خاصة به.
|