المقاله تحت باب مقالات فنيه في
24/09/2007 06:00 AM GMT
كان لعام 1948 وانتفاضته الشعبية.. الدور الفاعل في التنفيس عن الوعي الاجتماعي والثقافي للانسان العراقي وخاصة المثقفين منهم مما جعل الفنان منذ ذلك التأريخ لصيقاً بحياة الناس البسطاء من كادحين ومثقفين، فمن هذا المنطلق اخذ الفنان على عاتقه هذا التوجه الجديد بأكتشاف موقف له من خلال ظهور جمعيات فنية تضم جميع الفنانين الشباب آنذاك. وكان ظهور اول جمعية هي (اصدقاء الفن) والتي تأسست عام 1941 وهذه مبادرة من قبل كل من اكرم شكري وكريم مجيد وعيسى حنا الفنان الذي نحن بصدده الآن..(وحسناً فعلوا) هذا ما وصفهم به الفنان الراحل شاكر حسن آل سعيد في احدى مقالاته الفنية عن تأريخ الحركة التشكيلية في العراق.
وتوالت بعدها ظهور الجمعيات ففي عام 1950 ظهرت جماعة (الرواد) بزعامة فائق حسن وفي عام 1951 ظهرت جماعة (بغداد للفن الحديث) بزعامة جواد سليم وفي عام 1953 ظهرت جماعة (الانطباعيين) الجدد بزعامة حافظ الدوربي تبنت هذه الجمعيات الفن التشكيلي العراقي وتفعيل نشاطه الفني بإقامتها المعارض... والندوات الثقافية–الفنية وانضم فيما بعد لجماعة اصدقاء الفن مجموعة كبيرة من الفنانين والذين ساهموا مساهمة فعالة في معارضها التي اقيمت في الاعوام 41، 42، 43، 1946.
وعيسى حنا.. فنان من الرواد المؤسسين لاول تجمع للفنانين و المثقفين في العراق الذي يجمع الاهتمامات الفنية. لكن من المؤسف ان احداً لم ينصفه من زملائه الكتاب والاعلاميين عندما يتحدثون عن الفن التشكيلي العراقي.. وهذا ما يشعرنا بالاحساس بالغبن لهذا الفنان الكبير.. لكونه فنانا مبدعاً وزميلاً لفنان الشعب جواد سليم وفائق حسن وكان ملازماً لهما منذ الثلاثينات مع مجموعة كبيرة من الرسامين الهواة حتى اصبحوا اساتذته عند دخوله معهد الفنون الجميلة فيما بعد كان (حنا) في مقدمة الفنانين المساهمين في كافة المعارض الفنية التي كانت تقام في تلك الفترة من عام 1934 حتى عام 1938 حتى اسسوا الجمعية التي اشرت اليها في مقدمة الموضوع.. واقاموا لها اول معرض تشكيلي للرسامين في سوق الامانة بالباب الشرقي شارك فيه كل من عطا صبري وحافظ الدروبي وفائق حسن وجواد سليم ورشا حاتم وزيد صالح واكرم شكري.. وعيسى حنا. اضافة لبعض الفنانين الذين لم يستمروا في هذا المضمار لظروفهم الخاصة.. وعيسى حنا.. من مواليد 1919 شغف بالرسم منذ ان كان طالباً في الدراسة الابتدائية وبعد تخرجه من المتوسطة دخل معهد الفنون الجميلة القسم المسائي حتى تخرج وحصل على الدبلوم في الرسم.
تمتاز اعمال الفنان (عيسى حنا) الزيتية بأصالتها وقوتها التكنيكية اما رسوماته المائية فتعبر عن احساس مفعم بالحياة العامة. ومضيئة في مادتها العاطفية العائلية من خلال وحدة الموضوع والتوازن والجمال الفني.. و(حنا) يحمل روحاً شفافة عكست هذه على اعماله التي عرضت في المعارض التي شارك فيها ومن خلال ما تركه بعد رحيله.
لقد تعددت اهتماماته الفنية لكنه لم يبتعد عن هوايته الاولى (الرسم) فقام بتأسيس مركز لوسائل الايضاح تابع لوزارة الزراعة.. وعمل مسؤولاً للمركز التابع للارشاد الزراعي.. وكان مركزاً لكل الوسائل السمعية والبصرية في العراق ونال شهادة الدبلوم في الرسم من قبل معهد الفنون بجامعة (سيراكوز) لمدة سنة واحدة.. بعد سنة أخذ فيها (كورسات) بالرسم على الموديل لتقوية الرسم بالقلم. بعد ان اوفد عام 1955 الى امريكا من قبل وزارة الزراعة لدراسة وسائل الايضاح التعليمة ودرس خلالها السينما والطباعة ورسم البوستر والتصوير الفوتغرافي.. ولقد قل عمله بالرسم لانشغاله بالاعمال التجارية الفنية في طباعة البوستر بطريقة الطبع على الحرير والتصوير الفوتوغرافي.. بسبب ظروفه المعيشية ولكونها تأخذ وقتاً طويلاً من حياته اليومية.
ولابد ان نذكر ان (عيسى حنا) احد اعضاء جمعية الرواد ومن المشاركين في اول معرض لها الذي اقيم في بيت الفنان الدكتور خالد القصاب في كرادة مريم في منتصف الخمسينات عندما كان الفنانون من تلاميذ واصدقاء. يلتقون آنذاك في بيت الفنان فائق حسن. كونوا هذه الجماعة واطلقوا عليها (جماعة الرواد) وضمت هذه كل من اسماعيل ناصر. ود. خالد القصاب وعيسى حنا واسماعيل الشيخلي وزيد صالح ود. نوري مصطفى وفاروق عبد العزيز.. هذا ولقد ساهم الفنان (حنا) في جميع معارض جمعية اصدقاء الفن والرواد وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين لكونه عضواً بارزاً فيها.. واحد مؤسسي اول جمعية للرسامين في العراق عام 1941 .
عن جريدة طريق الشعب
|