يمثل الجسد سطحا يبث
المعاني والتأويلات والتصورات الذهنية ومحمولات ثقافية تواجه العالم الخارجي، لذلك
فأنني حين ارسم جسدا إنسانيا أقوم بتكثيفه بصريا، واختزاله إلى بقع لونية متجاورة
تخلق إحساسا بالحياة؛ تذوب وتنصهر الخطوط الخارجية للجسد وتتوالد منها غابات من
الزهور وأبنية ومدن وشوارع وأمكنة افتراضية ؛ وبما أن الوجه هو المسرح الذي
تقوم التحولات النفسية والجسمية بالتمثل
عليه، ، فانه يتغير من لونه الفيزيائي إلى التخيلي تبعا لإحساسي الآني أي إنني
ارسم في الوجوه صورة وجهي الباطني.
محمد القاسم
(تأملات)
بغداد 2012