.
المقاله تحت باب فنون عالمية في
27/02/2008 06:00 AM GMT
بعد نشاط النقد الفني النسوي في اوائل سبعينات القرن العشرين، بدات اعادة النظر بدور المراة في كثير من الميادين، ومن هذه الميادين ، الرسم فكان ان اعيد الاعتبار لفنانات رياديات في الرسم الانطباعي لم يكن معروفات من قبل ، ويبدو ان معرض شرن كونسثال في فرانكفورت ادرك الحاجة لاعادة التعريف باعمال هؤلاء الفنانات فاقام مؤخرا معرضا لاعمال اربعة من رواد الانطباعية من النساء، وهن برثه موريسوت (1841-1895) والتي كانت عضوا في حلقة باريس والتي اطلق عليهم فيما بعد بالانطباعيين وهي الصديقة الاقرب والموديل للفنان ادوار مانيه، وهي الفنانة التي حازت اعمالها على اعجاب النقاد بسبب ضربات فرشاتها المتمهلة (والاكثر انطباعية من الانطباعيين انفسهم). في عام 1864 عرضت اعمالها لاول مرة في صالون باريس الرسمي الذي ترعاه الحكومة واستمرت اعمالها تعرض سنويا في الصالون حتى عام 1874 حيث انضمت لصالون المرفوضات الذي اقامه الانطباعيون بمشاركة سيزان، وديغا ، ورينوار وبيسارو وسيسلي، وكان ذلك في صالون المصور الفوتوغرافي نادار، وقد تزوجت فيما بعد يوجين وهو اخو الفنان ادوار مانيه. تنتمي برثه موريسوت الى عائلة ميسورة تحتفظ في منزلها بلوحة لفنان الركوكو – فراكونارد- الذي كان لتعامله الالوان وسيطرته على الفرشاة اثرا على الرسامين الذين تلوه، في العشرين من عمرها التقت الفنان المعروف كاميل كورو الذي نصحها بان يكون الهواء الطلق ستوديو عملها وكانت تلك نصيحته لاختها ادما التي اختارت ان يكون الرسم محور عملها ايضا وبقيتا تعملان معا بدعم من العائلة لحين ابتعاد ادما عن الرسم الى حد ما بعد زواجها وانجابها للاطفال رغم ان المتعارف عليه ان علاقة برثه موريسوت بادوار مانيه . هي علاقة التلميذ بالاستاذ الا ان الحقيقة هي انها كانت علاقة ندية، اذ كان لها اسلوبها وتكوينها الخاص بها والذي ميز اعمالها الانطباعية.كما انها هي التي اقنعت مانية بالرسم في الهواء الطلق. كانت اعمالها تعكس القيود الثقافية التي يعيشها ابناء جنسها وطبقتها في القرن التاسع عشر ولذا فقد كانت تتجنب رسم المشاهد الريفية او مشاهد الشوارع واكتفت برسم اللوحات المنزلية التي تخص العائلة والاصدقاء. لقد كانت لوحاتها مراة للاسترخاء والحميمية العائلية. كما هو الحال في اعمال زميلها اوغست رينوار وزميلتها ماري كاسات.
اما ماري ستفينسن كاسات (1844-1926) الفنانة الامريكية فقد طورت اسلوبا فنيا لا يمكن اخطاؤه اثناء دراستها في فرنسا وكانت صديقة مقربة للفنان ديغا ولكنها عانت بعد عودتها للولايات المتحدة من رفض عائلتها لمهنة الرسم وفكرت بترك الرسم نهائيا بسبب عدم قدرتها على بيع لوحاتها رغم اعجاب النقاد بها ولكن تكليف اسقف بطرس بورك لها برسم نسختين من اعمال الفنان كوريجيو في بارما عام 1871 كان حافزا لها للمواصلة والعودة الى اوربا حيث ايطاليا ومنها الى اسبانيا ولكنها مع ذلك لمست القيود المفروضة على الفن النسوي ، حيث غالبا ما كانت لوحات الفنانات ترفض ما لم يكن للفنانة من يدعمها ويحميها ضمن لجنة التحكيم في الصالونات الرسمية ، حينها دعاها ادغار ديغا لتعرض اعمالها في معارض الانطباعيين الخاصة، وقد وجدت في اعمال ديغا بالباستيل ما اثار اهتمامها . كتبت تقول في عام (1875)عندما كانت تذهب لصالون متعهد لوحات ديغا: (كنت الصق انفي حد ان يتفلطح بنافذة متعهد لوحات ديغا، لامتص كل ما استطيع من فنه). لم يعجب النقاد اشراقة الوانها وانتقدوا الدقة المبالغ فيها في رسم الشخوص لارضائهم ولكنهم مع ذلك لم يستهجنوا اعمالها كما فعلوا مع كلود مونيه. ظلت كاسات عضوا فعالا في حلقة الانطباعيين حتى عام 1886 وتمتعت بصداقة حقيقية مع ديغا وبرثه موريسوت ، وكان لتاثير لوحات الباستيل التي انجزها صديقها ديغا اثرا في اعمالها الفنية المهمة التي امتازت فيها بمهارتها في استخدام الباستيل.
الفنانة الثالثة ايفا غونزاليس (1849-8318) كاستاذها ادوارد مانيه لم تشارك في معارض الانطباعيين المثيرة للجدل ولكنها اعتبرت منهم وذلك بسبب اسلوبها. كانت تلميذة مانيه وموديلا للكثير من رسامي الانطباعية، تزوجت جيرارد غونزاليس واستخدمته واخته جين في الكثير من لوحاتها، توفيت مبكرا ، وبعد ستة ايام فقط من وفاة استاذها ادوار مانيه ورغم حياتها القصيرة وقلة اعمالها فقد تركت انطباعا قويا عن اسلوبها المتميز..
الفنانة الرابعة ماري براكويموند (1841-1916)، تاثرت كثيرا بالفنان كلود مونيه وشاركت في معارض الانطباعيين في عام1879 و 1880 و 1886 ، العديد من اعمالها المشهورة رسمتها في حديقة منزلها في سيفير. رغم ان شخصيتها تاثرت سلبا بسبب شهرة زوجها التي غطت عليها، الا ان اعمال ماري -المنعزلة -تعتبر اكثر قربا لمثاليات الانطباعية، يقول ابنها بيير براكويموند: (ان والده ورغم رفضه لاسلوب والدته كان يرفض بشدة انتقادها لاعماله كما كان يرفض ان تظهر اعمالها على الزوار). ضم المعرض حوالي 160 لوحة تم جمعها من العديد من المتاحف العالمية والمجموعات الشخصية ليتم التعريف بشكل مميز بفنانات كان لهن دور في الحركة الانطباعية.
اشرف على المعرض د. انغريد بفيفر
|