الخطاط يوسف ذنون.. عاشق الحضارة العربية والإسلامية

المقاله تحت باب  مقالات فنيه
في 
09/02/2009 06:00 AM
GMT



   بدأ اهتمامي بالآثار منذ كنت معلما في منطقة المحلبية التي تقع في مقدمة الجزيرة الفراتية وتضم مواقع أثرية للحضارتين الرومانية والعربية، ولعل ابرز ما فيها هي آثار مدينة الحضر التاريخية.. هكذا قال الخطاط الموصلي المعروف يوسف ذنون عندما سألناه عن بداية عشقه الآثار، وأضاف قائلاً: العلاقة بيني وبين الآثار أصيلة، ولعل اهتمامي الأول بالآثار انصب بشكل مباشر على الآثار العربية والإسلامية، غير ان هذا لا يعني اني مبتعد عن دراسة الفنون السومرية والبابلية والآشورية والفرعونية والإغريقية، فمن المعروف ان الآثار العربية الإسلامية تمثل صرحا حضاريا عمره (14) قرناً

والعنصر الكتابي يشكل هو أيضاً صرحاً قائماً وعلى قدر تفهم الخط العربي يمكن الوصول الى الفهم الصحيح للآثار العربية الإسلامية، أنهما متلازمان وأي دارس  يريد أن يفهم الخط العربي عليه أن يلم بكل جوانب الخطوط التاريخية وان يعتمد الوثائق المتمثلة بالآثار التي هي عبارة عن كل شيء تركه الإنسان قديماً والذي يمثل الجانب الحضاري في حياته وفي ثقافته.

 هل قدم الخطاط يوسف ذنون بحوثا في الآثار؟

- قدمت عدة بحوث ودراسات عن الخط العربي وعلاقته بالآثار العربية والإسلامية، فعندما تطرقت عن الخط قبل الإسلام خرجت بنظرية جديدة على ان الخط العربي ليس مستمداً من الخط النبطي، فالخط العربي أصله مستمد من الكتابات الحضرية حيث قرأت الكتابات الحضرية القديمة فكانت كتابات عربية صرفة والحضريون هم أقوام عربية أصيلة، كما قدمت دراسة عن (الواسطي) الذي يعد رمزاً من رموز مدارس الرسم العالمية، وليس العربية أو الإسلامية فقط، حيث اثبت وبالأدلة والوثائق التاريخية بان الواسطي كان (موصلياً) من خلال رسومه التي تشابه الرسوم الآشورية والحضرية وكان يستخدم فيها (الجص والحجر) وليس (الجص والطابوق) ولدى مقارنة الخطاطين في الموصل في عهد الواسطي نلاحظ ان هناك تشابها كبيراً في الخط فاغلب خطاطي الموصل في ذلك العهد هم خطاطو الواسطي، فضلاً عن انهم كانوا يدرسون أولادهم المقامات وهذه المقامات تحتاج الى مدرسين يتقنون العربية والرسم والخط وهي المواهب التي كان يمتلكها الواسطي.

 ما فائدة الخط على المعالم الآثارية؟

- الخط يعني جمالية خاصة لتلك المعالم وهذه النتيجة وجدت منذ أن اخذ الخط طريقه الى المجال الفني، فالحرف يشكل عنصراً تشكيلياً أساسياً فيه بكل غناه وتنوعه بحيث اكتسب قدرة تعبيرية ومن هنا جاء اهتمام الرسامين التشكيليين في استخدام الحرف العربي في اللوحة التشكيلية المعاصرة، وقد اعتبر هذا الاستخدام إفادة جديدة من جمالية الحرف  لسحر شكله.