المقاله تحت باب محور النقد في
13/11/2007 06:00 AM GMT
"هذا المعرض ليس تصويراً لحرب او موت يومي يعيشه العراق، انه وثيقة تسجيل لولادة طاعون ملأ الهواء تحت اسم الحرية، الحرية التي حلم بها العراقيون لاجيال".
بهذه الكلمات افتتح الفنان التشكيلي العراقي-الهولندي صادق كويش معرضه الجديد تحت عنوان (مولود في التاسع من نيسان) في متحف المدينة بمقاطعة دنبوش جنوب هولندا في العاشر من نوفمبر الجاري.
يمتاز المعرض الجديد باستخدام تقنية (الفيديو آرت) التي استطاع الفنان كويش خلالها توظيف عرض مئات الصور عبر شاشات رقمية بطريقة السلايد شو السريع في 11 شاشة تحيطهم لوحة كبرى تجسد موضوعة معرضه التي تدور حول العراق الجديد بعد التاسع من نيسان 2003.
قام الفنان بنفسه بكل تكنيك العمل من التصوير الفوتوغرافي الى التسجيل بطريقة دي في دي. كل فيلم من الصور مدته بين دقيقتين الى اربع دقائق يستمر العرض السريع متواليا بلا نهاية. النظرة التشاؤمية للعراق تتوزع من اللوحة الجدراية 8X 3 متر وتمثل رؤوس تنين بلون اسود تستعد للافتراس الى الصور التي التقطها الفنان بنفسه في العام 2003 من مشاهداته للتلفزيون وهو يتابع اخبار بلده العراق.
جميع الصور التي تدور راكضة في الشاشاات الرقمية تؤطرها اشكال جسدية للفنان كويش نفسه فاحد الشاشات تعرض صور العراق في رأس الفنان واخرى على ظهره وثلثة بين كفيه... زرت المعرض الجديد وسالت الفنان صادق كويش عن فكرة معرضه فاشار الى انه كان يود اشتخدام شاشات اكثر واكبر حجما وان يستخدم تقنية الصوت المصاحبة للعرض الرقمي لتجتمع اصوات تحوي احاديث هاتفية ونواح وحوارات الفنان مع والدته واصدقائه عبر الهاتف في بغداد لتخرج جميعها في عمل فني يجسد واقع العراق الان..
لكن تقنيات الصوت عبر الهاتف وتقيده بالمساحة المتاحة لمعرضه من قبل المتحف حالت دون تنفيذ ذلك فاضطر لفكرة اخرى بالعمل على توظيف الصمت مع الصور السوداء التي تاتي من العراق. ويرى الفنان انه في هذا المعرض يبكي نفسه وذكرياته وبلاده واحلامه بصوت عالي.
وحول نظرته السوداء لعراق اليوم يقول "ان هذا هو الواقع اليوم".
لكن في العراق الجديد ثمةاضاءات ربما هي بعيدة عن الاعلام الذي بتنا نتلقى منه اخبار بلدنا.
يقول كويش: ربما واتمنى ان يكون هناك امل. لكن للاسف الى الان لم أره.
المعرض الجديد اضافة فنية لمسيرة الفنان كويش الممتدة منذ مطلع الثمانينات في العراق والاردن وهولندا ودول اخرى حيث أقام في معارض عدة .والفنان مولود في بغداد عام 1960ومتخرج في معهد الفنون الجميلة عام 1982ثم أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1987، ويعمل الان محاضرا في اكاديمة الفنون الجميلة في مدينة زفوللا الهولندية لمادة الكرافيك التي درس فيها بعد قدومه لهولندا في التسعينات.
معرض كويش الجديد الذي حظي بمتابعة واضحة من قبل الجمهور الهولندي يستمر من العشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري لغاية الثالث عشر من شهر كانون الثاني/ يناير 2008.
وقال الفنان كويش ان معرضه الجديد سينتقل لمدن اخرى داخل هولندا ودول اخرى داخل اوربا وخارجها والى اميركا ايضا، وربما ينتقل الى العاصمة اللبنانية بيروت في العام القادم.
|