حديث عن الموسيقى-5-الغناء الديني

المقاله تحت باب  مقالات فنيه
في 
28/08/2007 06:00 AM
GMT



لقد خصصت مكاناً متميزاً لهذا النوع من الغناء العربي الشمولي لأهميته من حيث العمق التاريخي من جانب وقلة نسبة التغيير فيه عبر العصور مما يساعدنا على تلمس أقرب شكل لأصول موسيقانا العربية .

اكتشف الإنسان تأثير الموسيقى عليه منذ بداية تعرفه عليها . وقد استخدم أنماطاً معينة منها في طقوسه الدينية مضيفاً إليها الكلمات المناسبة لطقسه الديني .

ففي المسيحية ، ظلت الألحان الكنسية في الشرق تُتناقل شفاهاً إلى أن ظهر التدوين الموسيقي فقام باحث في الألحان الكنسية القبطية بتدوين قطعة موسيقية كنسية بعد أن سمعها من عدة مصادر وفي أكثر من كنيسة ، وحاول تدوينها بشكل جمع فيه النقاط المشتركة بين كل ما سمع .

أما في الإسلام فإن الأشكال الموسيقية التي تستخدم في الطقوس الدينية كثيرة وهي :
أ- الأذان:
 وله طريقتان ، الأولى يقال لها الأذان الليثي وهو أميل إلى الطريقة الإلقائية ، تستعير من الموسيقى الإيقاع وبعض اللحن. والطريقة الثانية تسمى طريقة الأذان السلطاني، ويستعمل فيها واحد من لحنين ،الأول في سلم الحجاز ويقال أنه نفس اللحن الذي أذّن به بلال الحبشي ، والثاني هو ما جاءت منه التسمية حيث كان السلطان سليم الأول يستعمله في الأذان وهو في سلم الراست، وكان يحرم استعماله في غير الأذان .

ب- قراءة القرآن:
وقد اتخذت هي الأخرى طريقتين ، الأولى إيقاعية إلقائية ( الترتيل ) ، والثانية لحنية تستخدم السلالم الموسيقية ( التجويد ) وهي الأكثر شيوعاً، إذ يقام لها مسابقات دولية . ويمكن للقارئ التنقل بين السلالم والأجناس الموسيقية أثناء القراءة .

ت- أغاني الحجاج:
وهي ألحان بسيطة يسهل حفظها وترديدها تقال أثناء الحج .

ث- طرق الذكر:
 وهي أغان يقدمها أفراد أو مجاميع في حلقات لطلب المعونة من الله ( عز وجل ) أو لمدح الرسول ( ص ) وتتردد بين الآونة والأخرى كلمة ( مدد ) . يرافق الغناء أحياناً آلات الإيقاع أو الشبابة

ج- طرق المولد:
نشأت من تقدم و تطور طرق الذكر ، وفيها يتولى شخص الإنشاد والتنويع في القصائد يساعده آخرون في الترديد ، ويسمون في اصطلاح الفقهاء ( الدكّة ) . وقد يستخدم بعض الأشخاص الألحان الدنيوية المعروفة بعد أن يركبوا عليها كلمات دينية والعكس يحدث أحياناً ، فهناك ألحان دينية أو قصائد صوفية استخدمت في مجال الأغاني الدنيوية ، مثل بعض قصائد الحلاج التالية :

إذا هجرت فمن لي ومن يجمل كلي
ومن لروحي وراحي يا أكثري وأقلي
أحبك البعض مني وقد ذهبت بكلي
يا كل كلي فكن لي إن لم تكن لي فمن لي

ومن القصائد الصوفية التي لحنت :
عرفت الهوى مذ عرفت هواك وأغلقت قلبي عمّن عداك
أحبك حبين حبّ الهوى وحبٌ لأنك أهلٌ لذاك
فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمّن سواك
وأما الذي أنت أهلٌ له فكشفك للحجب حتى أراك
 
ح- تشييع الجنازة:
لحن واحد يؤديه أحد الأفراد يردده بعده المجموعة

خ-الحسينيات:
تستخدم في الطقوس الدينية لذكرى استشهاد الحسين ( عليه الصلاة والسلام ) موسيقى وغناء من نمط لحني أقرب إلى الغناء الفولكلوري في الشكل ، أي أن الجمل اللحنية بسيطة ومداها الصوتي محدود لا يتعدى الخمسة أصوات في كل الأحوال . إن استخدام هذا النمط اللحني يؤثر في المستمع بسبب ارتباطه بالموروث الموسيقي التراكمي بذهن الناس . وعندما يستخدم الإيقاع فقط ( آلات الطبول ) فإن موازين الموسيقى الشعبية هي الدارجة في تلك الطقوس ، وأحياناً ، تستخدم تلك الإيقاعات ليس بواسطة الطبول بل بضرب اليدين على الصدر . ولتلك الموازين أسماء معروفة لدى القائمين بتلك الطقوس .

د- رثاء النادبات:
وهو تقليد مازال يمارس في بلدان شرق المتوسط ويتخذ أشكالاً تقليدية ثابتة تقريباً