للفنان التشكيلي العراقي حيدر عباس في استراليا : حضور فاعل

المقاله تحت باب  مقالات فنيه
في 
02/02/2009 06:00 AM
GMT



معاناة الأنسان العراقي وراء طابع الحزن في لوحاتي

  سأجسد معاناة السجناء في سجن ابو غريب في اعمالي القادمة
   
أثبت الفنان التشكيلي العراقي حيدر عباس المقيم في مدينة سدني الاسترالية ، حضوره الفاعل في المعارض الفنية  وهو يشارك مع زملائه من الفنانيين التشكيليين في المعارض التي تقام في المدن الاسترالية ، وقبلها سجل حضوراً فاعلاً من خلال أقامته الطويلة في العاصمة الاردنية عمان ، ولقد تسنى لي متابعة وحضور معظم معارضه التي اقامها هناك خلال  سنوات أقامتي فيها ، وسيعمل حيدر في منطقة فنية جديدة بعدما غلب الحزن معظم لوحاته نظراً للمعاناة التي عاشها الآنسان العراقي وهو يعيش مابين سندان الحروب التي صنعها النظام السابق ومطرقة الحصارالذي دام لأكثر من 14 سنة ودوامة العنف والارهاب الذي تفشى بعد سقوط الدكتاتورية والاحتلال الامريكي للعراق في العام 2003  ، وسيركز الفنان حيدر عباس على جسد الانسان  كما هولأن الجسد هو ساحة للتعبير وبالاخص المرآة كونها تمثل الخصب والعطاء ،  وأضحت الاجسام المحترقة في الحروب وقوداً فنية كما عمل حيدر على العمارة الشرقية وفن البورتريه واستطاع ان يرسم وجوه عدد من الملوك والرؤساء العرب ومنهم الملك عبد الله الثاني ملك الاردن والسلطان قابوس والمرحوم الشيخ زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ، كتب عنه الفنان والآديب الراحل جبرا ابراهيم جبرابقوله : " حسن رائع للفجيعة  يجعل من حيدر عباس فناناً مأساوياً نادراً في زمن لعين " . 

     و في محترفه بضاحية ليفربول كان لنا  معه هذا الحوار .
 
   * يقول الفنان التشكيلي حيدر عباس عن تجربته الفنية مع الرسم:   

- تخرجت من معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1988 ، وبعد التخرج وبدل أن أذهب الى الجيش كسائر الشباب ، أجبروني  ومجموعة من الرسامين للعمل في قصور صدام الرئاسية  مع مجموعة من المهندسين المعماريين وكنا بين نارين اما القبول بالعمل واما الرفض وهذا يعني اننا سنكون امام مصير مجهول ، فأشرفت شخصياً على عدد من الحرفيين المغاربة الذين يعملون في مجال النقش ، وكذلك على تصاميم الألوان ، وبقيت أعمل في قصور صدام لمدة تجاوزت السنتين ونصف ، وبعد هذا الوقت أعطاني المهندسون عملاً فردياً حيث قمت بتصاميم الجدرايات وأعمدة وتزيين في المساجد لمدة ستة اشهر .

بعد ذلك غادرت بغداد للعمل في عمان عام 1992 وهناك كنت أقوم بالرسم أيضاً وأزور بغداد بين فترة ، وكان هناك أقبال كبير على أعمالي في عمان وصار أسمي معروفاً أكثر من  العراق  لأن أعمالي  كانت محجوبة عن الناس في بلدي ، وفي عام 1999 قررت أن أبقى في عمان وعدم العودة الى الوطن لأسباب سياسية بعد أن  تم أعتقال الكثير من زملائي واصدقائي واغتيل قسم منهم بسبب نعرات طائفية كان يزكيها النظام السابق ، اضافة الى أرائهم التي لاتتفق مع ماكان يروجه النظام أنذاك ولقد تعرضت للسجن لمدة تزيد عن الشهرين من الزمن .

* اليست هذه مفارقة ان تكون معروفاً خارج بلدك اكثر من داخله ؟

- هذا هو قدري وقدرالكثير من المبدعين والفنانيين العراقيين ان يشتهروا خارج العراق وليس داخله فالفنان الراحل ناظم الغزالي سجل حفلاته وأغانيه في الكويت والفنان كاظم الساهر انطلق نحو عالم الشهرة من الكويت وحورب في بلده حتى اضطرالى ترك العراق مرغماً وهناك الكثير من الاسماء والرموز المهمة في الثقافة العراقية غادرت البلد وجعلت من  المنافي اوطاناً لها ومن المؤسف جداً ان البلد غير قادرعلى عودتهم .

* وماذا عنك بعد أن وصلت الى استراليا ؟

- عندما وصلت الى أستراليا  شاركت في معرض مع  500 فنان أسترالي في مدينة بلاك تاون ، بعملين العمل الاول بعنوان "  ذاكرة جسد "  والعمل الثاني " أقدام المسيح " ولقد اقمت معرضاًُ مشتركاً مع الفنان العراقي عماد الظاهربدعوة من بلدية هولرويد في مدينة ميرلاند  ، اضافة الى مشاركتنا  في معرض للرسم داخل متحف مدينة فيرفيلد التي تضم جالية عراقية كبيرة بدعوة من أدارة المتحف ولقد شاركت في معرض مشترك أخر ضم  النحات العراقي عماد الظاهر والرسام العراقي مازن أحمد في مدينة سيدني الاسترالية ، ومؤخراً شاركت بعملين بمعرض اقيم بقاعة باور هاوس في مدينة كاسيولا مع اربعة فنانيين عراقيين واستطعت الحصول على جائزة عن لوحتي بعنوان " الفزاعة " ومنذ وصولي الى استراليا رسمت عشرات اللوحات ليصبح رصيدي من  اللوحات بالآلاف . ونشرت الصحف الاسترالية العديد من المواضيع عني .

* وماهي قصة النصب التي تعرضت عليها في الاردن ؟

  - خلال اقامتي الطويلة في العاصمة الاردنية  عمان تعرضنا ضحية تجار اللوحات حيث كان أحد الفنانين الهولنديين من اصل يمني يأخذ لوحاتي ويبيعها في دول الخليج العربي باسعار باهظة ، وبما أني كنت ممنوع من السفرفي عمان  بسبب  قوانين الاقامة الجائرة  ضد العراقيين في الاردن ، فلقد وقعنا ضحية التجار ، خاصة أن هذا الشخص اشترى مئات اللوحات مني وجمع ثروة منها ، وقبل مغادرتي الى أستراليا أشترى كل اللوحات مني ، ومع هذا واثناء وجودي في عمان أجرت محطة ( بي بي سي ) التلفزيونية لقاء معي واشترت مني أعمالاً ومن أبني حسن ( 10 سنوات ) وهو أيضاَ رسام وحصل على جائزة من منظمة كير العالمية في مسابقة الرسم أقيمت في عمان .

* من هم أساتذتك الذي كان لهم دور في صقل موهبتك الفنية ؟

-  اتذكر اساتذتي بكل محبة واحترام وهم الفنان محمد مهر الدين ومحمد علي شاكر ورافع الناصري وسهيل الهنداوي وخضير الشكرجي  وسلمان عباس .

* ماهو موضوع اعمالك المقبلة ؟

 -  عملي القادم سيكون موضوعه " سجن ابو غريب " وهويجسد معاناة السجناء في هذا السجن الرهيب الذي عانى من ويلاته الكثير من العراقيين ، وعلى ذكر سجن ابو غريب اتذكر موقفاً شاهدته بعيني عام 1995 ، عندما كنت ازور أحد الاصدقاء في السجن فاذا بأمراة تحمل قفص بداخله بلبل تريد ان تدخله لاحد السجناء ، فتخيل هذا المنظرالذي سوف لن انساه ابداً .
 
* وماهي طموحاتك ياحيدر ؟

- طموحي ليس له حد ، فانا مصمم على تعويض مافاتني من الماضي وارى أن فسحة الحرية في أستراليا سوف تحقق لي مساحة واسعة من أحلامي بعدما تحررنا من قيود كثيرة بعد أن كنا نسعى  دائماً لتوفير لقمة العيش فقط .

                   
                     حيدر عباس في سطور
- ولد في مدينة بابل عام 1966
- دبلوم رسم من معهد الفنون الجميلة – بغداد - عام 1988
- عضو نقابة الفنانين العراقيين وجمعية التشكيليين العراقيين

المعارض
- معرض شخصي عام 1987 – بغداد
- معرض شخصي عام 1988 – بغداد
- معرض للشباب عام 1985 .
- معرض مشترك للفنانين العراقيين والآردنيين – عمان – عام 1993 .
- معرض مشترك لخمسة فنانين عراقيين في رابطة الفنانيين التشكيليين الآردنيين عام 2001 .
- معرض وجوه لمجموعة من الفنانيين العرب في عمان عام 2001
- معرض الامم المتحدة عن المرأة اللاجئه بالتعاون مع اليونسكو عام 2002
- شارك في مهرجان بابل الدولي ومهرجان الواسطي ونال شهادة تقديرية في مهرجان يوم الفن .
- له مقتنيات في كندا واسبانيا وفرنسا والآردن والسعودية والآمارات ولبنان واستراليا .
- شارك في معرض مشترك للفنانيين العرب ( الموسوعة الفلسطينية ) بقاعة المركز الثقافي الملكي بعمان – عام 2002 .
- شارك بعدة معارض في مدن استرالية ومنها بلاك تاون وميرلاند وفيرفيلد وكاسيولا خلال اقامته الدائمة باستراليا وحصل على عدة جوائز وشهادات تقديرية .