محترف نحتي يُقام لاول مرة في العراق : سمبوزيوم بابل الاول" خطوة اولى نحو تقليد فني عالمي

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
02/01/2009 06:00 AM
GMT




استضافت محافظة بابل عاصمة العراق الثقافية للعام 2008 منتصف كانون اول هذا العام اثني عشر نحاتا عراقيا خمسة منهم من فناني المحافظة والباقين من محافظات اخر . من اجل اقامة اول سمبوزيوم نحتي عراقي. اعدت لهذا الحدث هيئة الاحياء والتحديث الحضاري التابعة لمجلس المحافظة وخصصت الادارة المحلية في المحافظة الاموال اللازمة لاقامة السمبوزيوم الذي اقيم له محترف في مدينة بابل السياحية الواقعة في حدود المدينة الاثرية.

 
 وإذا كان أول سمبوزيوم نحتي عراقي قد جاء متأخراً في حركة تاريخ الفن العراقي ومتأخراً  أيضاً في فعاليات العام الثقافي الذي أختيرت فيه محافظة بابل عاصمة العراق الثقافية للعام 2008.  وإذ كان الإعداد له قد جاء مستعجلا ومتأخراً أيضاً ولم يستوف شروط إقامته كاملة .. وإذا كان حتى الفنانين المشاركين فيه لم يتمكنوا من استخدام كامل طاقاتهم الفنية الإبداعية بسبب ضيق الوقت ومحدودية الامكانات .... فأنه مع كل هذا يُعد السمبوزيوم – بحق - الفعالية الوحيدة الناجحة على مستوى فعاليات "بابل عاصمة العراق الثقافية" ولا يكمن النجاح بتحقيق منجز ثقافي فني ملموس وحسب, ولكنّ السمبوزيوم هو الفعالية الوحيدة القابلة للأستدامة والنمو في الاعوام القادمة . وهذه الصفة أي "استدامة العمل الثقافي وبقاؤه فاعلاً أو قابلاً للتفعيل" هي من أهم الأهداف التي تسعى كل العواصم الثقافية العالمية إلى تحقيقها ..

 
 
 يُعد سمبوزيوم بابل 2008 خطوة أولى نحو تأسيس تقليد ونشاط فني ثقافي عالمي ذي طقوس وسلوك وفعل متميز, له مردودات مادية ومعنوية راقية على كافة الشرائح الاجتماعية . وأولها شريحة الفنانين أنفسهم .. إذ يعد هذا الحدث بمثابة مختبر لفحص ومعرفة وأظهار قدرات الفنان العراقي في هكذا ممارسات فنية ومدى قدرة المؤسسات العراقية المختلفة وخاصة الفنية منها على استيعاب هذا الحدث والمساهمة فيه حسب تخصصها إلى ذلك فأن السمبوزيوم يوفر فسحة زمانية ومكانية للفنانين العراقيين للتعبير عن انفسهم وقدراتهم الابداعية . كما يحرّض الحدث القدرات الإبداعية الكامنة لدى بعض الفنانين على التدفق والفعل والحضور بقوة من خلال التفكر بالمنافسة أو المنافسة المباشرة والإستعداد لها  ناهيك عن كون السمبوزيوم بمثابة جلسة عصف ذهني وورشة عصف عملي للفنانين المشاركين. ويساهم السمبوزيوم  بنشر أعمال الفنانين في   أرجاء المدينة ـ كنصب ظاهرة ـ مما يدفع الفنان  للإستمرار بالعطاء والمزيد من الإبداع إضافة للتعريف به وولوجه عالم الشهرة الذي يفتح له اسواقا فنية كثيرة لشراء اعماله. ولأن الفنانين المشاركين في السمبوزيوم يحتاجون إلى الطاقات الشابة ـ كفنانين مساعدين "من طلاب الاكاديميات الفنية" ـ فأن أشتراك هؤلاء الطلاب في هذه المناسبة سوف يفتح الأبواب واسعة للطاقات الشابة كي تلج هذا العالم من أوسع أبوابه , وتزودهم هذه التجربة بخبرات كبيرة وتجعلهم على المحك مع تجارب فنانين كبار لهم تجاربهم الراسخة,  وتمنح هذه التجربة الشباب القدرة والثقة والخبرة الكافية على تقديم أرقى الأبداعات الفنية في المسقبل .
 

 
 وتجربة السمبوزيوم ـ على الرغم من ارتباطها بالمكان الذي تقام عليه ـ فانها تمنح  حرية واسعة للفنانين عند اختيار أعمالهم ـ فبينما يُكلف الفنان بنحت نصب أو تمثال معين في مكان آخر , فأن حريته سوف لا تخرج عن خصوصية عمله المكلف به أمّا السمبوزيوم فعادةً ما يكون الموضوع فيه مفتوحاً, ومتاحاً للفنان اختيار ما يريده وحتى عند التركيز على جغرافية معينة او موضوع ما  فأن الاختيار والحرية يبقيان أكبر لدى الفنان المشارك لأن المواضيع المطروحة كثيرة وللفنان حرية كبيرة للاختيار أو حتى لابتداع موضوعه الخاص من وحي المكان أو الزمان او المجتمع الذي يحتضن هذه الفعالية.
 

 امتدادات السمبوزيوم خارج المحترف

يسعى القائمون على السمبوزيوم في بابل الى نشر المجسمات الفنية المنجزة على ساحات مدينة الحلة " مركز محافظة بابل" وحدائقها العامة وسوف تذهب بعض الاعمال الى الاقضية والنواحي. ويأتي هذا التوزيع بمثابة تزيين للمدينة, تزين فيه قيمة جمالية عالية وهو نص بصري متاح لكل من يصل المكان أن يقرأ ويختزل ما يريده من قيمته الجمالية .. إضافة إلى ما يفرضه العمل نفسه على المتلقي البصري من خلال التأثير الأيجابي وتكون منجزات السمبوزيوم بقيمها الجمالية والفنية والفكرية بمثابة المهذب للسلوك والحس الاجتماعي الذي يتعاطي معها بصرياً وتخلق هذه المنجزات ذائقة فنية جمالية مرهفة وراقية تنأى بالمجتمع عن التطرف والتعصب والقسوة والجهل وتفتح الطرق واسعاً امام تطور ونهوض اجتماعي وحضاري راق .. وهي إلى ذلك تعمل على تخليد البيئة و التاريخ والرموز والظواهر والشخصيات الاجتماعية المحلية المرتبطة بتلك الجغرافيا وتقدم التعريف بها اضافة لشهرة  اسماء الفنانين الذين انجزوا هذه الاعمال .امّا ضم فنانين من دول آخرى "لاحقا" فأن  هذا الحدث سوف يقوم بإدامة التواصل بين ثقافات الشعوب المختلفة وحضاراتها . ويقرب ويمزج حتى بين ثقافات الشرائح الاجتماعية المختلفة داخل البلاد الواحدة كالعراق مما يعزز الوحدة الوطنية والشعور الانساني الراقي ..
 

 ويدفع السمبوزيوم , كونه حدثا فنيا وطنيا الشخصيات السياسية والقادة الاجتماعيين إلى متابعته مما يخلق لهم فرصة نادرة قد تدفع بالسياسي دفعا إلى ولوج عالم الفن والثقافة وينتج عنها تأثر السياسي بالثقافة والفن وحصوله على قدر كبير منهما لتساعده في عمله السياسي وتحرضه على دعم الفن والفنانين ومشاركتهم بهمومهم الإبداعية .. ناهيك عما تقدمه نصب وتماثيل السمبوزيوم للسياسي من ثقافة وتحريض على العطاء والابداع في مهنته السياسية, وتصب هذه  العلاقة برمتها في عملية التنمية الثقافية  والسياسية التي ترفد التنمية الوطنية الشاملة  .

 المشاركون في المحترف النحتي " السومبوزيوم "

جسدت تجربة سمبوزيوم بابل, شعارا رفعته المحافظة يوم اُختيرت عاصمة العراق الثقافية وهو " بابل ارث الحضارات ... الحلة افق المستقبل" واذا كانت قد خرجت بعض الاعمال عن حدود هذا الشعار, فانها انطلقت من وحيه ومن اجواء المدينة المعاصرة او من تأريخها القديم . وقد جاءت كل الاعمال منسجمة من حيث الشكل مع الشعار , وجاءت بعضها تمحمل رموزا بابلية وعراقية من حضارة وادي الرافدين القديمة ومن التراث الشعبي,

 

 

الفنان فاخر محمد

اختلف عمل الفنان فاخر محمد عن بقية الاعمال وذلك لجنوح العمل نحو الرسم اكثر منه الى النحت وكان عمله جدارية  اعتمدت الالوان ومساحاتها واشكالها لغة واعتمد فاخر محمد على التراث الحلي في صياغة الاشكال واختيار الالوان مستوحيا اغلب الاشكال من البسط والسجاد الحلي المتداول محليا , ومع كل هذا جاء العمل على شكل المجسم النحتي بابعاده المعروفة , ويشكل العمل نصا فنيا بصريا يمكن ان يكون بديلا جماليا راقيا لتلك الحواجز الكونكريتية القاسية والبشعة التي تزدحم بها شوارع المدينة وازقتها وتقاطعات الطرق فيها 

 

الفنان عامر خليل

 

اما الفنان عامر خليل فقد اختار وجها بابليا قديما وفقا لرؤيته الخاصة وفهمه لدلالات الوجه البابلي وظل خليل وفيا لاسلوبه ومادته التي كثيرا ما عمل بها وهي "جذوع الاشجا"ر واذا كانت الجذوع تفرض عليه استطالة الوجه بحكم استطالتها الطبيعية فانه في عمله هذا لم يستخدم الخشب بل استخم الجبصين "مثله مثل زملائه الباقين" ولكنه بقي على اسلوبه الفني وهو الوجه المستطيل وهو بهذا العمل انما اراد ان يؤكد على خصوصيته ويرسخها في ذائقة المتلقي .

 

الفنان عاصم عبد الامير

 

واعتمد الفنان عاصم عبد الاميرعلى الرموز العراقية والعالمية في تكوينه النحتي معبرا عن قيم جمالية وحضارية قديمة ومعاصرة قد يكون ابرزها السلام والحرية التي جسدها الطائر والنوافذ والاشكال الدائرية والمنحنية . ويستدرج عمل عبد الامير ذاكرة المتلقي البصري الى بدايات الفن العراقي ورواده الاوائل وخاصة جيل الستينات .

 

الفنان محمود عجمي

 

اما الفنان محمود عجمي والذي كان متحمسا لهذا السمبوزيوم فقد انجز عملين جميلين جدا, الاول منحوتة جسدت شعار عاصمة العراق الثقافية للعام 2008 وهي مخطوطة نحتية متقنة فنيا تجد متسعا كبيرا لعرضها في المدينة كدلالة صريحة مرة وكعمل فني معبروكثيرالثراء مرة اخرى وجاء عمله الثاني امتدادا لموضوعته التي اشنغل عليها طويلا وهي الثور السومري والانثى , هذه الموضوعة التي تدمج الرموز التاريخية بكل ثقلها الدلالي والحضاري مع الوعي والحس والهم المعاصر الذي تنطوي علية الفحولة والانوثة . وهي موضوعة طالما قال عنها المتابعون لمسيرته الفنية انها ترتبط بهمّ شخصي يُعنى به الفنان نفسه .

 

الفنان خالد عزت

 

ويأتي عمل الفنان العراقي المعروف خالد عزت مجسدا لصورة المرأة العراقية في الحضارة الرافدينية القديمة وهو شكل تجتمع فية ملامح الانثى السومرية والبابلية , مع احتفاظ عزت باسلوبه النحتي المعروف عنه ورؤيته اتجاه هذه الموضوعة التاريخية . واستجاب الفنان في منحوتته هذه الي التقريب بين شكل المنحوتة ولونها عندما اعطاها في اللمسات الأخيرة لون البرونز, ويتفق المعنيون على تسميتها بالام السومرية.

 

الفنان رضا فرحان

 

وذهب الفنان رضا فرحان الى صياغة منحوتته على هدي الشخصيات التاريخية العراقية القديمة فجاء العمل مجسدا شخصية رجل يجلس على كرسي يظهر عليه الانهاك وتميل تكوناته وملامحه الى اليأس والبؤس وقد ظهر ذلك في احدوداب العنق والظهر. والعمل يحمل  سمات وملامح الشخصية العراقية القديمة ولكنها في عمل فرحان بدت منهكة,  ويعود ذك الى وقائع ومعطيات التاريخ العراقي المعاصر وخاصة السنوات الاخيرة وما مر به الانسان العراقي من ظروف قاسية  ونوازل عظام

 

الفنان حيدر رؤوف

 

الفنان حيدر رؤوف وهو خزاف محترف استمالته الاحجام الكبيرة للمنحوتات فجنح الى تجسيد صورة الانثي بملامح عالمية تاريخية وباسلوب فني معاصر وظف فيه الرموز للتعبير عن المعاني والدلالات فكان المثلث والدائرة والفتحات بمدلولاتها المعاصرة . ومع ان الشكل اعطى لجسد المرأة ملامحه الانثوية من تكوينات وخطوط منحنية واستدارات وبيضوية بعض اجزاء الجسد الا ان الفنان ترك في عمله هذا بعض الخطوط المستقيمة الحادة جدا وخاصة في النهايات التكوينية للاستدارات والمثلث مما دفع بالعمل نحو السمات الذكورية .....

 

الفنان شداد عبد القهار

 

وكان الفنان شداد عبد القهار اسرع الفنانين انجازا لعمله وجاء من خلال مكعبين اشبه بخزاني ماء وضع احدهما على الاخر وهما يحملان رسوما ورموزا بابلية معروفة كالحيوانات والاشكال الهندسية وكان الطلاء الازرق لون المكعبين ومارس عليهما التعتيق ذي الامد القصير

 

الفنان خالد مبارك

 

الفنان خالد مبارك كان من بين الفنانين الذين تاخروا بانجاز عملهم . فقد صاحبت شروعه بالعمل ظروف شخصية صعبة حتمت عليه الذهاب والعودة الى بغداد مرات عديدة ولكنه كان الاحرص على تقديم عمل متميز يليق به وبالحدث وجاء عمله على شكل نصب كبير يتشكل من جزئين بينهما فراغ تشغله تكوينات متغيرة  والنصب يشكل بتكويناته وموضوعاته المتعددة ملحمة بشرية تعبر عن الواقع العراقي الراهن بشكل مباشروغير مباشر وبدلالات واشارات ورموز وتعابيرهي ليست كلها من الاحداث التي وقعت للعراقين ولكنها تدل على هذه الاحداث من خلال مكاناتها داخل النصب وعلاقاتها مع بعضها البعض وايحاءاتها للمتلقي البصري واستخدم مبارك اساليب فنية متعددة ايضا موظفا اياها لموضوعة عمله وظهرت واضحة في عمله  اشكال الفن القوطي فكانت هناك الاجنحة الملائكية التي حملتها بعض الشخصيات هذا اضافة للموضوعات العراقية الواضحة  شكلا ومضمونا ويعد عمل مبارك من بين الاعمال التي تستدعي الوقوف عندها طويلا لانها سوف تبني علاقة متزايدة الحميمية مع متلقيها اذا ما كتب لها ان تشغل حيزا قابلا للقراءة داخل المدينة ..

 

الفنان سمير عبد علي

 

اما الفنان سمير عبد علي وهو مصمم مجلة تشكيل العراقية فقد استهوته اثار بورسيبا في بابل فاشتغل على تكوين يجسدها في شكلها الخارجي. ومع ظهور تأثره بالاثرالتاريخي الا انه نزع على منحوتته رؤيته الفنية الخاصة ومخزونه الثقافي في هذا الموضوع  وفي اللمسات الاخيرة وضع سمير اللون الذي رآه على الاثار وهو بمثابة تعتيق منح المنحوتة بعدا زمنيا يقارب بينها وبين واقع الاثارالراهن .

 

الفنان هادي عباس

 

الفنان هادي عباس استأثر بالعمل الاكبر حجما والاكثر خصوصية والاجرأ موضوعا فقد جسد عمله المتمثل بنصف قبة عليها جناحا طائر وتضم تحتها بساطا او كساء متموجا تظهر في نهاياته العليا خمسة اهلة تمثل شخوصا مقدسة يضمها الكساء, وبينما يستمد الجناحان قدسيتهما من الموروث الديني الاسلامي متمثلا بجناحي جبريل فان الاهلة تستمد القدسية من نفس المصدرالديني , اي من قدسية الهلال في الاسلام ويتماهى رمز الهلال المقدس مع الاستعارات المقدسة التي استعارها المسلمون لبعض الشخصيلت الاسلامية .  وجاءت الاهلة والكساء ممثلة لقصة "اصحاب الكساء الخمسة" المعروفة في التاريخ الاسلامي  ومثل الهلال الاكبر شخصية الرسول محمد ومثلت الاهلة الاخرى عائلة الرسول وهم فاطمة ابنة الرسول وعلي بن ابي طالب زوج فاطمة وابنيهما "الحسن والحسين" نفذ الفنان هادي عباس عمله هذا بعيدا الرؤية المذهبية في الاسلام معتمدا على الرؤية الفنية وتقنية واساليب الفن الحديث بعد ان قرأ الواقعة التاريخية كحدث اجتماعي  متفاعل ونام في الذاكرة الاجتماعية ومنتجها الفكري والثقافي والعمل بمثابة خطوة اولى لاعادة القراءة للمروث الديني برؤية فنية تسمو على على الخلافات الاجتماعية وحتى الدينية لتصبح نعدوعا من الاختلاف الذي يثري الذاكرة العربية والاسلامية دون ان يثير او يعمق الخلاف وينتقل بها الى مرحلة الجدل الفني الراقي بدل الجل المذهبي العقيم الذي لم ينجب نورا منذ قيامه وتشكله في التاريخ الاسلامي.  .............................. هذا وقررت ادارة السمبوزيوم اختيار ثلاثة اعمال فائزة يُمنح الاول ثلاثة ملايين دينار عراقي والثني مليوني دينار والثالث مليون دينار 

 الى ذلك يسعى القائمون على السمبوزيوم  واللجنة المركزية لفعاليات "بابل عاصمة العراق الثقافية" إلى أن يكون هذا السمبوزيوم تقليداً سنوياً يضم في دوراته اللاحقة فنانين عراقيين وعرب وأجانب جدد من أجل النهوض بالواقع الفني العراقي وتاسيس محترف بمواصفات عالمية يحتك من خلاله  الفنان العراقي  بالفنانين من مختلف أنحاء العالم . لتكون محافظة  بابل مركزاً فنياً عراقيا وعالميا . وجاليري كبير تنتشر فيه اعمال الفنانين المشاركين في هذا التقليد السنوي .