المقاله تحت باب سينما و مسرح في
21/09/2008 06:00 AM GMT
بعيداً عن بغداد وفي مدينته الأثيرة ( السماوة) التي عشقها وعاد ليلتصق بها، يواصل المخرج السينمائي هادي ماهود هذه الأيام التحضير لفيلم روائي طويل( في أقاصي الجنوب). الذي تدور أحداثه في الجنوب اختار له المخرج قرية في السماوة .
وفي زحمة انشغاله كان لنا هذا الحوار الذي ابتدأناه عن سر اختيار المخرج السماوة فأجاب: الحقيقة أنا عاشق للسماوة تلك المدينة التي ولدت فيها وابتعدت عنها لعقد ونصف من الزمن وسارعت لها بعد سقوط النظام مدفوعاً بحنين لا متناه وقدمتها بطلة لفيلمي المهم (العراق موطني) وأنا مقيم فيها منذ عودتي من أستراليا، لم تستهوني بغداد وكنت دائماً أردد: بغداد هي التي تأتي إلي و لا أسعى أنا إليها.
إنتاج فيلم روائي مهمة ليست بسيطة وهي تتطلب ميزانيات وإمكانات هائلة وأعتقد أن عملي في مدينتي سيخفف من أعباء الإنتاج فقد تحركت على المسؤولين في المحافظة وتلقيت استجابة فاعلة من المحافظ الذي وفر لنا مقراً لهيئة الإنتاج ووعدنا بالمزيد من الدعم وتلقينا وعوداً من مجلس المحافظة التي يبدو أنها مترددة بتنفيذ تلك الوعود فقد مللت من طرق أبوابهم ولم أتلق منهم غير الكلام.
*ماذا سيشكل فيلمك في قائمة السينما العراقية ؟ ـ أسعى لفيلم يضيف رقماً مهماً لهذه القائمة المتواضعة التي تشكل بمجملها السينما العراقية، تلك السينما التي كانت فقيرة على الدوام فإذا ما حاولنا جرد هذه القائمة فإن الأفلام التي حفرت عناوينها في الذاكرة قليلة وعندما دخلت الدولة في الهيمنة على الإنتاج لم يكن ذلك بحسن نية وحرص على السينما بل لتسخيرها للتطبيل لسياسات وحروب النظام المباد. فأفرزت أفلاماً بمضامين هشة، احترقت مع احتراق ذلك النظام، نحن نسعى للاستقلال عن الدولة باتجاه إنتاج أفلام برؤية غير مسيسة لطرف أو نظام وهذا لا يعفي دور الدولة في دعم ورعاية هذا الإنتاج.
*هل حصلتم على تمويل من المؤسسات الثقافية الرسمية؟ ـ للأسف أن الخطط الأمنية وما تفرع عنها من صحوات ومجالس عشائر وإسناد وتجنيد إضافة للتصدي لسوء الخدمات والفساد الإداري أبعد الحكومة عن التفكير الجدي بالتعامل مع الثقافة وإعطائها الأهمية في رسم صورة العراق الجديد لذا ترى أن ثمة تشويهاً واضحاً في معالم تلك الصورة حيث استفرد السياسي بكل شيء وأهمل المثقف وهمش دوره، كتبت لقادة الحكومة بشأن دعم مشروعي وبعثت رسائلي بيد مستشاري رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لكن لا جواب. ونشرت رسالة مفتوحة لهما على أهم المواقع الإلكترونية المقروءة وأعادت بعض الصحف نشرها و لا جواب أيضاً وهذا ما يؤكد حجم الهوة التي تفصلنا عن الحكومة فنحن نعمل خارج تغطية الحكومة.
* وماذا عن موضوع الفيلم؟ ـ كتب قصة الفيلم الروائي خضير فليح الزيدي وكتب السيناريو عبدالحسين ماهود، يحاول الفيلم التعرض للوضع العراقي الحالي بكل تداعياته التي قادت الى الكارثة من خلال أحداث تدور في القرية وهي إنعكاس للوضع العام في البلد، لا أحب الخوض في تفاصيل ذلك لكني أؤكد أننا سنتعاطى مع جماليات الريف بتكويناته الأخاذة في لغة بصرية ترتقي بالإنسان الريفي الذي طالما أساءت له الدراما التلفزيونية الاستهلاكية وتعامل معه المسرح التجاري مادة للسخرية.
*حدثنا عن كادر العمل؟ ـ على صعيد التمثيل تم اختيار عدد من الممثلين المعروفين مثل الفنانة إقبال نعيم وأميرة جواد وآمال ياسين وإسراء البصام وعدنان شلاش وحافظ لعيبي وسيلعب المخرج المسرحي المتألق كاظم النصار إحدى شخصيات الفيلم وسيشترك في التمثيل حشد من فناني السماوة والجنوب مثل عدنان أبو تراب وفاضل صبار وماجد وروار وفيصل جابر ومنذر ناصر و محمد فليح وآخرين.
*هل أنت متفائل بشـــأن نجاح الفيلم؟ ـ سر بقائي في العراق تفاؤلي بعد كل هذه السنوات برغم ما أكابده من مصاعب جمة، إذا ما تسلل التشاؤم إليّ فإنني سأحزم حقائبي وأعود للمنفى.
|