المقاله تحت باب في الموسيقى والغناء في
17/03/2008 06:00 AM GMT
يعد الشاعر ناظم السماوي من المبدعين الذين كتبوا الأغنية العراقية الأصيلة على مدى أربعة عقود تقريبا، حيث ترك بصمة مؤثرة، وما زالت أغنياته تفرض حضورها حتى على الأجيال الجديدة، لأنها تحمل الأصالة والصدق والذوق والحس المرهف، وبرغم حالة الخلط بين الجيد والرديء في الأغنية الحالية إلا أن السماوي ما زال يكتب الأشياء الجميلة، ويتواصل مع النجوم الكبار في الأغنية العراقية، وهنا حوار معه: ما جديدك؟ لدي البوم جديد مع المطرب فؤاد سالم،، الذي سيأتي إلى العراق قريبا، حيث كتبت له عدة أغنيات جديدة مع أخرى كنت كتبتها له في السابق، وسيتم مزج هذه الأغاني في البوم واحد يكون من كلماتي وغنائه، وهذه تجربة جديدة لنا نحن الاثنين، لأن مثل هذا الألبوم سيحمل النكهة السبعينية الجميلة في الأغنية العراقية. ما سر بقاء الأغنية السبعينية؟ السر يكمن في أصالتها، وثقافة الشاعر، وقيمة الإبداع الفني بالنسبة للصوت. كذلك الألحان الجميلة التي صاغها ملحنو تلك الحقبة الزمنية الجميلة، والذين تواصلوا مع هذه النماذج في الشعر والغناء، وأعطوا ومازالوا يعطون، إلا أنهم توقفوا بسبب هذا الكم من الغناء الهابط والرديء. ما سبب رداءة الغناء الحالي كما تقول؟ لأن الرداءة موجودة في أغلب الأغاني العراقية، التي ظهرت في السنوات الأخيرة ونسمعها في كل مكان، حيث سمعت قبل مدة وجيزة مهزلة جديدة تضاف إلى المهازل السابقة التي عدت ظلما على الغناء العراقي الأصيل. عنوانها يقول: “بطة راكبة ببطة”. فإذا كانت هذه فلسفة الغناء الحالي فأعتقد أن من حق الشاعر المبدع الذي يحترم نفسه أن يترك هذه الساحة ليس لاضمحلال إبداعه، بل لأن الشيء الجميل لا تظهره الفضائيات العراقية والعربية، حيث تصر على تكريس كل ما يسيء للفن الأصيل. هل تظن أن الأغنية العراقية تتعرض إلى مؤامرة؟ ليست مؤامرة فقط. إنما هناك محاولات لإلغاء دورها، لأن الجانب التجاري هو الذي أدى بالغناء العراقي أن يسير باتجاه لا يحمل المعاني الإنسانية الجميلة، وهذه الحالة موجودة ليست بالغناء العراقي فقط، بل في كل مكان، وهناك محاولات تسير على قدم وساق لإلغاء الذوق الفني حتى تقوم الناس بعلاقات اجتماعية حديثة وغريبة على مجتمعاتنا العربية، فهناك محاولات لتغريب المجتمع العربي لينسلخ عن عاداته وتقاليده الأصيلة. كيف نتصدى لمثل هذه المحاولات؟ إذا لم يوجد مقص ليس عندنا فقط، بل في كل أنحاء المعمورة لقص وقطع الأغاني الرديئة والهابطة والخالية من الفن والذوق والأخلاق، فإننا لم ولن نستطيع امتلاك أغان حديثة. فهناك ضرورة ملحة لإيجاد لجان مختصة في عملية الإبداع الفني، تعمل بنفس النهج الذي كانت تعمله اللجان السابقة والتي أسهمت في منح الفرصة لكل ما هو جميل، وتصدت بشجاعة ومسؤولية لكل ما هو رديء. تركت بصمة مؤثرة في الأغنية العراقية فما الأدوات التي استعملتها؟ حتى أكون منصفا لست الوحيد الذي ترك بصمة مؤثرة في الأغنية العراقية، حيث سبقني ورافقني وتبعني الكثيرون، حيث كانت مجموعة من الشعراء تمكنت من رسم ملامح الغناء العراقي الجميل وهذه المجموعة تشكلت مني وعريان السيد خلف، زهير الدجيلي، كاظم الركابي، كاظم إسماعيل الكاطع، زامل سعيد فتاح، جبار الغزي، جودت التميمي. فهؤلاء الذين كتبوا الأغنية العراقية آنذاك قد كتبوها بشكل شفاف وجميل، وكانت أدواتي وأدواتهم في الكتابة الحب والإنسانية والإخلاص والمصداقية والعذوبة. ما الأغنية التي تعتز بها؟ أعتز بكل أغنياتي التي كتبتها، وهي أغاني مؤثرة جدا. حيث كتبت “يا حريمة” لحسين نعمة و”دوريتك” و”لا تسافر” لياس خضر و”ردتك تمر ضيف” و”موبدينا” و”صوت الغريب” لفؤاد سالم و”مسافات السفر” و”ودعت السماوة بليل” “وبس تعال ياحبيبي” لأمل خضير. و”بحار أريد وياك” لرضا الخياط و”ياسمين” للمطرب عبد الجبار الدراجي. وهذه الأغاني بقيت خالدة وتعتز بها الناس. هل تظن أن هناك عودة للأغنية السبعينية؟ بالتأكيد، لأن هناك توجهاً نحو الغناء الأصيل بعد أن وصلت حالة الخلط في الغناء العراقي الحالي إلى درجة مخجلة جدا، لذلك هناك ضرورة بأن يعود النهر إلى مجراه.
|