المقاله تحت باب مقالات فنيه في
22/09/2007 06:00 AM GMT
للنحات العراقي طه وهيب تجارب نحتية كثيرة، وقد أبدع في التكوينات الجمالية لفن النحت من خلال الحداثة الممزوجة بالموروثات القديمة الملهمة لمعظم نحاتي العراق.
ويرى وهيب في واقع العراق موضوعاً تشكيلياً كبيراً، ويقول ما زالت الأشياء من حولي تشكل لي هاجساً ومخاوف شتى. وأضاف: الفنان خلال مسيرته يتغير موضوعه حسب الظروف والأحداث التي تحيط به وتكون عينه الفنية انعكاساً نفسياً وذهنياً، وأعتقد أن المرحلة التي نعيشها لها تأثير مباشر في الفنان وتحفزه على المنجز، فهناك من يطرح أفكاراً مباشرة وهناك من يخزن هذه الأفكار، وهناك من يؤجل لسبب ما لكن ينبغي على الفنان أن يستثمر كل لحظة يتأثر بها، ومن وجهة نظري أن هناك أحداثاً لا يمكن توثيقها لأن بعض الأحداث مرتبطة برد الفعل وربما ذلك يأخذ وقتاً قد لا يكون طويلاً.
وحول المعارض المقامة مؤخراً في العراق قال وهيب: “التواصل يجب أن يستمر ولكن ما نوع هذا التواصل؟ هل الأعمال التي عرضت جاءت بخط متين ورصينة أم جاءت بخط ضعيف؟ باعتقادي أن معظم المعارض التي أقيمت خلال السنوات الأخيرة جاءت بخط ضعيف والأسباب عديدة أهمها هجرة الكثير من تشكيليي العراق الكبار خارج البلد، وهذا يشكل احباطاً لدى الفنانين الشباب لأن الفنانين الكبار يشكلون دعماً معنوياً وحافزاً كبيراً للتواصل”.
وربط وهيب بين هجرة نحاتي العراق وأثر ذلك في تراجع فن النحت في العراق، وبين النقد التشكيلي الذي تشهده الساحة العراقية الفنية الآن.. وقال وهيب: “لا يوجد نقاد حقيقيون، أما الناقد الحقيقي فينبغي عليه التواصل المستمر مع الفنانين ومعايشتهم ودراسة المتغيرات التي تحدث. النقد ليس مجرد كتابة مديح أو ذم، نحن بحاجة إلى نقاد يتابعون التجارب الجديدة ويعبرون وجهة نظرهم حول كل خطوة جديدة، فالناقد هو من يخطو مع متغيرات الفنان”.
وعن مرجعيات أعماله النحتية واستيحائه الموروث القديم لحضارته وادي الرافدين قال وهيب: “الموروث القديم لحضارة وادي الرافدين أثر تأثيراً كبيراً في أبرز تشكيليي العالم، والحداثة في الفن هي من أصول عراقية، وفنان ما بين النهرين أبدع في أعمال عرفت خلال القرن الماضي بالحداثة التي ورثناها من فنانينا القدامى قبل أكثر من 5000 عام ولذلك لم أخش على التشكيل العراقي لأن فنوننا التشكيلية مستندة إلى أساس متين وتبقى الفلسفة الجمالية متغيرة حسب طرح كل فنان”.
وحول تجاربه التشكيلية الجديدة أوضح وهيب: “أعمل بخطين الأول مرحلي لغرض الاستمرارية، والثاني هو الحلم الذي طالما أفكر فيه وهو كيف يمكن لي أن أنجز شيئاً يختلف عن المألوف، والآن بصدد تكوين الخطوات الأولى لمثل هذه الأعمال والتي لا أود الكشف عنها خلال هذه المرحلة”، وأضاف “ظرف البلد سيئ والفنان هو جزء من هذا الظرف، والعمل النحتي لا يخرج إلى الأضواء إلا بعد معاناة كبيرة وفيما بعد لا نستطيع عرض هذه الأعمال وإن استطعنا فلا أعتقد أن هناك جمهوراً سوف يواكب هذه الأعمال وهنا تتراكم الأعمال وتتسبب بتأجيل الطروحات الجديدة وتبقى الأفكار الجديدة مسجونة في مخيلة الفنان نفسه”.
|