تتعامل شركات الانتاج والتوزيع الموسيقي والغنائي مع الفن على انه صناعة ذات مردود مادي عال وهي كأي صناعة تحتاج الى ادامة وصول المواد الاولية الى استوديوهات اانتاج لتهيئتها واظهارها بمساعة خبراء ومنتجين متخصصين وطرحها في الاسواق الغنائية بوصفها سلعة جديدة تضخ دماء جديدة للوسط الفني ، والمادة ااولية هم المواهب الفنية الواعدة القادرة على جذب اهتمام قطاع واسع من الجمهور. ولان عملية صناعة النجم عملية تثير اهتمام الكثيرين فان برامج اعداد النجوم والمنافسات تظهر من خلال برامج فضائية تؤثر في العيديد من الفئات العمرية وقد اثبت برنامج ستار اكاديمي هذه الحقيقة من خلال جذبه لجمهور عريض من متابعي الفضائيات العربية ، هذا الجمهور الذي وجد من خلال هذا البرنامج خروجا هن النمط المالوف من البرامج والاستعراضات المقدمة لانه يقدم بالاضافة الى المنافسة ، مفردات حياة مجموعة من ذوي المواهب الموسيقية والغنائية والتمثيلية من الشباب الذين يتمتعون بقدر من الجمال والجاذبية اضافة الى قدر من الاستقلالية ، وهذا هو المهم، ومن ثم فهم يمثلون من خلال سلوكياتهم اليومية الت تحرص القنوات الراعية على اظهارها متنفسا للعديد الشباب في مجتمعاتنا التي تعاني من نقص في هذا الجانب السلوكي المستقل تماما البعيد عن الضوابط الاسرية مما يعد جديدا على مجتمعاتنا وهنا يجد الكثير من المشاهدين فرصة للتحاور مع انماط سلوكية جديدة ومتحررة باعتبارها متنفسا ، فاذا لم تكن السلوكيات المستقلة مموجودة على ارض الواقع فان في بنامج ستار اكايمي تعوضا مقنعا ، وعلى الرغم من الاعتراضات العديدة التي يواجه بها البرنامج من المتحفظيفن على الاختلاط بين المتنافسين من شباب وشابات وهو امر يجعل الحواجب ترتفع والحدقات تتسع، فان هذا البرنامج حقق نسبة متفوقة من المشاهيدين من فئات عمرية متفاوتة وبشلك يرفع الانذار الى اعلى معدلاته ، على الاقل بالنسبة لم يجد ف هذه البرامج خروجا عن الدود في التاعطي مع العلاقات الاجتماعية ، بعد ان استطاع برنامج ستار اكاديمي ان يكسر الحواجز ويصل الى هذا الكم الغفير من الجمهور العربي رغم كل التحفظات والانتقادات؟
واضافة الى التوظيف الموفق للامكانيات المادية واستخدام اساتذة ومدربين يتمتعو بروح شبابية ويتبنون اساليب معاصرة في التدريب والعليم الموسيقي ، يبقى امر في غاية الحيوية وهو ان هذا البرنامج خاطب روح الشباب في اعماق الكثيرين ، هذه الروح التي شاخت في الجمهور العربي قبل ان يتاح لها المجال لتعيش شبابها انه يخاطب الاحلام والحب والروح الجماعية والعمل الجاد واهي مفردات شحيحة في واقعنا المسكون باشباح المؤامرات والاحقاد والاقصاء. في هذا البرنامج فرصة للعديد من المشاهدين لرؤية الاحلام وهي تنمو والمثابرة وه تقود الى المرحلة التالية وحب الناس المنقذ في اللحظات الصعبة والتفاعل الحار الذي تظهره الرسائل القصيرة مع المتسابقين ، وكل منهم يمثل قدوة لمجموعة من الشباب المعجبين حيث تلغى الحدود بين الدول ولا يختاغ اثنان ان متابعي ابنامج في العراق قد ازدادوا مع ظهور شباب عراقيين في المنافسات . هذا الظهورالذي شكل ظاهرة وجد فيها الشباب ولو لوهلة فرصة للابتعاد عن مرارة الواقع.
ان هذا البرنامج وهو نسخة عربية للبرنامج الاوربي بالاسم نفسه . وبرامج غنائية تنافسية اخرى استطاعت ان تستقطب الجمهور بشكل كبير ، ومثل ذلك مؤشرا يجب ان تتعامل معه النخب الثقافية والفكرية ف متمعاتنا لانها تمنحهم الفرصة لدراسة واقع الشباب اذ توفر هذه البرامج احصائيات مهمة يمكن ان تكون اساسا لدراسات عميقة لميول الشباب في مجتمعاتنا والتعاطي مع هذه الميول بعقول مفتوحة من اجل توظيف حاجاتهم الفكرية وطاقاتهم في برامج اكثر ايجابية .
ان على هذه النخب الاكاديمية ادخال هذه البرامج ضمن دائة اهتماماتها مهما كان وجهة نظرها نحوها ، لانها شئنا ام ابينا تشكل ظاهرة عامة . وعدم الاهتمام بها يجعل هذه النخب بعيدة عن نبض مهم في الشارع العربي . وبعد، فان طريقة صناعة النجوم التي تنتهجها هذه الفضائيات قد لا تمنح العديد من هؤلاء الشباب الفرصة الحقيقية لقابلياتهم وقد يكونون بالنسبة لها مجرد مادة اولية لبرامج مثيرة وناجحة . لكنها تمنحهم فرصة ان يكونوا على واجهة الحياة هم ومعجبيهم وهي فرصة لم تفلح مجتمعاتنا في منحها لاحد.
|