تمثل عمل شاكر حسن في لوحة «تمزيق رقم 1 « الذي استخدم فيها مواد مختلفة على الخشب -1999 . تشير كلمة تمزيق الى الدمار وتبعثر الناس والتشتت او الى شق الثياب . وممكن ان تعبر اللوحة عن هذه المعاني كلها المرتبطة بالعنف والاحزان .
تتميز لوحة شاكر حسن آل سعيد عن لوحات معاصريه التجريديين التعبيريين من الغرب الذين تحمل اعمالهم بعض الشبه من اعماله بملمحين، اولهما حرق الثقوب في الطبقة الاولى من الخشب الذي يستحضر عقودا من القصف بالقنابل تحملها العراقيون ابان الحروب مع الولايات المتحدة وايران ، والاخر يتمثل في الاشكال التجريدية في اللوحة التي تبدو وانها استقت من الابجدية العربية ، مشكلة وسيلة اختبار لكثير من الفنانين في هذا المعرض .
هذان العنصران ، الكلمة المكتوبة والتكرار الفني للخراب المادي ، يظهران في اعمال» فنانون عراقيون في المنفى» ولا سيما في القاعة المخصصة للدفاتر ، او لفن الكتاب العراقي المعاصر .
ففي هذه القاعة تلتقي المخطوطة المكتنزة بالموروث مع الممارسات الفنية المعاصرة في العمل التي تبدو انها قد شاخت قبل اوانها . بانت دفاتر الملحوظات التي انجزت في العام الماضي وكانها عانت عقودا من البلى والتمزق.
ظهرت موضوعة الثقب المحترق مجددا في اوراق كريم رسن التلصيقية « شارع المتنبي « التي تكشف ثقوبها عن ملحوظات كتبت بالخط العربي على اوراق الصقت اسفل هذه الثقوب .
أما من ناحية الانشاء ، فتقترب لوحة رسن « حضارة اليورانيوم « من رسومات « روبرت ماذرويل « الذي غالبا ماتجمع اعماله بين النص والتجريد ، والصور الرثائية ، وتظهر الالوان مزيجا ساحرا من الزيت وسيلان الدماء . يشير العنوان الى استخدام الولايات المتحدة والقوات البريطانية لاسلحة اليورانيوم المحرمة في حرب الخليج والحروب اللاحقة على العراق على الرغم من تحذيرات العلماء من اخطار السرطان التي تعرض لها المدنيون .
تجمع ايضا اعمال هناء مال الله التلصيقية التذكيرية ، والتي تعد من اقوى الاعمال في المعرض ، بين الاجزاء المحترقة والنص كما في العملين « خرائب حضارة وادي الرافدين الحية « و « خريطة العراق « ، اللذان جمعت فيهما اجزاء من طبقات من قماشة محروقة لتخلق عالما هشا من الخرائط - وهو عنصر آخر يتكرر في المعرض .
وفي عمل « سرقة المخطوطة البغدادية « الذي كان جميلا جمالا موجعا ، تمل هناء مال الله القماشة الكبيرة بصفحات هشة من المخطوطة محدثة بقعا في الصف الاعلى يشبه بقع الحبر ، يسيل بعضه كالدمع على قسم من الصفحات في الاسفل .
يقول شنيتجر أمين المتحف « لم تات لوحات هناء مال الله من نص قديم ما وانما من ملاحظات كتبتها بخط اليد . «
يضيف العنوان تأثيرا حادا ما ان تعرف ان اعمال الفنانة في مركز الفنون في بغداد _ مع بقية محتوياته _ قد اختفت خلال الحرب على العراق .
لم تكن الاعمال المعروضة أخرى بهذا التأثير.
فالى جانب اعمال هناء مال الله – التي تدعم قوتها صرامة شكلية – بدت لوحات ضياء العزاوي ذات المواد المختلفة اعمالا منهجية هي واعمال علي طالب الخيالي « الى من يهمه الامر 101 وجه « التي تتضمن رؤوسا يكسوها الجص تتناثر فوق طبقة من الرمل .
بينما أظهرت اعمال فن الفديو الاثنى عشر للفنان صادق كويش الفراجي – الذي يعيش في هولندا – صورا للحرب العراقية وهي تومض فوق سطح وجه رجل –قد يكون وجه الفنان – مؤكدة كيف كان للاحداث في الوطن وقعا ثقيلا على عقول العراقيين في المنفى .
وكما كتب هاريثاس مدير متحف المحطة وشنيتجر امين المتحف « كما حدث في فيتنام سيقلق العراق ضمائرنا الشخصية والوطنية لاعوام قادمة « .
لنأمل ذلك .
افتتح معرض « فنانون عراقيون في المنفى « في 1-11- 2008 ويستمر لغاية 1-2 -2009 في متحف المحطة للفن المعاصر في هيوستن ، أمريكا ، عملا ببرنامج الدعم الشامل ومساعدة الفنانين العراقيين . اشترك فيه 14 فناناً عراقياً.