افتتح الشارع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بحضور حشد كبير من المثقفين والاعلاميين والمسؤولين ورواد الشارع، المالكي قال في كلمته: ان شارع المتنبي يمثل ذاكرة العراق والثقافة والمثقفين، وهو ليس مكاناً لبيع الكتب فحسب، بل هو المغذي للحركة الفكرية في العراق، ونحن نفتخر بما يمثله هذا المكان العزيز من معان تأريخية وحضارية، وندعو المثقفين واصحاب المكتبات للعودة الى الشارع وانعاش حركة الكتاب الذي يمثل الروح التي يتحرك بها المجتمع، واضاف المالكي: لماذا استهدفوا شارع المتنبي والكتاب المستقل المحايد؟ ولماذا دمروا جسر الصرافية الذي يخدم جميع العراقيين؟ أليس هو الحقد والتخريب والرغبة بمنع بغداد من ان تكون عاصمة للثقافة ومحاولة لمحو ذاكرة العراق الثقافية والانسانية .
ازال المالكي الستارعن تمثال المتنبي، وتجول في انحاء الشارع ودخل عددا من مكتباته، وجلس في مقهى الشابندر التي اعيد بناؤها والتي ستستقبل روادها اعتبارا من الجمعة، واطلع على معرض للصور الفوتوغرافية تجسد المراحل التأريخية لشارع المتنبي، مرورا بتعرضه الى تدميره بفعل عمل ارهابي في شهر مارس / اذار عام 2007 ، وانتهاء بإعادة بنائه واعماره بطراز حديث الذي قامت به امانة بغداد .
في الطرف الجنوبي من الشارع امتد الاعمار ليشمل الطريق المؤدي الى نهر دجلة، في المنطقة المحاذية بناية السراي الحكومي القديم والتي كانت تسمى (ثكنات الجيش)، والتي كانت مهملة ومتروكة كساحة للنفايات ، كما ان العبور الممنوع كان شاخصا بلافتة على المدخل الصغير المحاذي لمدخل سوق السراي المعروف، من ناحية شارع المتنبي ، وهناك انتشرت المقاعد الجميلة المطلة على النهر، وانتشرت الزهور، فكان المكان عبارة عن روضة صغيرة جميلة، يعم فيها الهدوء وترتسم عليها الشاعرية، حتى انني حين سألت احد الشباب عن رأيه فقال: لم اتصور ان الشارع سيعود هكذا، ما اجمل المكان الان، حقيقة انه يدفعني الى ان اعيش اجمل اللحظات فيه لاسيما وامامه النهر الخالد ، ربما في الايام المقبلة اصبح شاعرا على هذه الجماليات .
المهم .. عاد شارع المتنبي في اجمل حلة ، ليس ذاك الشارع الذي كان قبل اشهر او سنوات ، حيث كان متربا، متعبا ، تلعب فيه ريح الاهمال ، وعلي ان اذكر هنا ما تمناه الجميع من ان يستمر الشارع بذات النظافة والجمال وان لايهمل.