... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله Bookmark and Share

 

  محور النقد

   
صادق كويش في مثيولوجيا الرؤية

ياسين النصير

تاريخ النشر       08/07/2007 06:00 AM


1)  قدم الفنان صادق كويش معرضا فنيا متميزا في غاليري seasons galleries في مدينة لاهاي الهولندية للفترة من 25 مارت ولغاية 22 ابريل واحتوى المعرض على ثمانية عشرة لوحة، حملت عنوانات مختلفة من بينها"اعد تفكيرك،ما قبل ومابعد،وجه موديل،أيام ملتهبة،اربع وجوه سود،بكاء، لاحظ خطواتك،الرؤية في المرآة،رأس على مسند،الحياة المقبلة،وجه الحرب وغيرها، ومن خلال استقراء اولي لمجموعة العنوانات تجد أن صادق يعيش في المنطقة التي تجتمع فيها هموم الذات وهموم المجتمع.
 

 وبالرغم من هذه المراوحة التي تدل عليها عنوانات اللوحات، إلا أنه يجسد معنا مشكلة الفكر الذي نعيش،مشككا بسكونيته قاتلة ومحركة مطلقاته، فالحرب قائمة ليس على الأرض أو في الذات بل في في اللون والكتلة والخطوط التي تستعيد تلك البنى القبلية الماضية لتدمجها في بؤرة الحياة المعاصرة الملتهبة ليبرزهو ككائن شاهد على اضطراب الذات والمجتمع.
 
جمع في هذه اللوحات تيارات فنية مختلفة بين التجريد والتعبيرية بين الكوليغراف والكرافيك مما يعني ان الفن المعاصر وهو يعيش محن الحياة لابد له من أن يحمل رسالة ما، تحتاج لإرسالها وسيلة فنية خشنة وعنيفة وحادة البناء، لذا فالتيار الفني الواضح يمكنه من ان يحمل مثل هذه الرسالة باعتباره حاضنة لأحاسيس فنان في مرحلة تتطلب موقفا إنسانيا.
 فعندما استقرئ لوحة للفنان صادق كويش اشعر أنني اغور في زمنية متراكمة من افعال الإنسان الماضي مع الحاضر،وما السطح الذي آراه أمامي إلا بوابة عشتار للدخول إلى العوالم السفلى من الحياة الغائرة في تلك الأزمنة. ولم تستحضر هذه العوالم كلها في اللوحة، بل روحها التي تشكل للفنان مرايا معاصرة يقارن فيها ما حدث بما يحدث الآن.ثمة مستويات عدة تشبة طبقات الحفريات التي يلجأ إليها المنقبون الآثاريون،كل طبقة لها زمنيتها،وكل طبقة وقد ميزها بطبقة خفيفة من ألوان رمادية مشبعة بالأبيض والأسود لا تلغى بالتراكم، بل تتكاثف وتبرز أمامك كتلا سديمية في فضاء اللوحة الأرضي. لا يمكنك ان تقول عن طبقة مزاحة أنها ليست ضرورية لأن الفنان يعمل بالتي تليها، فالطبقات اللونية أزمنة مختلفة كل مستويات اللوحة هي افعال لأامكنة نتقاة من تلك الازمنة، فيبدو تعامل الفنان مع الموضوع، تعاملا شعريا وليس نثريا بحيث انك لا ترى طبيعة أو بورتريهات لأشخاص، ولا مناظر ولا افق أو مقدمات، بل ترى شعرية لحالات متراكمة تتزاحم في وهج الضوء والامحاء، فتبدو لوحته وكأنها عالم آثري تراكمت عليه اتربة وأزمنة.
 
وما هو إلا ذلك المتعقب الذي يسير في بادية وخلفه رتل من الكتشفين. فما مضى من أزمنة لا يختلف كثيرا عما نعيشه. ربما أن تركيبة الزمن العراقي الحالي تحمل في أحشائها بعدا دينيا لا نرى منه إلا تلاله المغبّرة، وقد مثل هذا البعد بتلك الأشكال السحرية والمثيولوجية التي دمجت مع الأجساد فغيرت من احجامها ومواقعها،وخطوطها السوداء العريضة وكأنها تجربة غائرة وعميقة ومحزنة، وربما نراها في الإمحاء غير المكتمل لما مر على ارض العراق ونحن نعيش فيه، تلك الكتل الغائمة والمندثرة، وكأننا في صورة كونية لإعادة قراءة التاريخ. في حين ان اعماق اللوحة تجتمع فيها كل الرؤى القديمة بوضع غير تصالحي اي ثمة تنافر لوني يوحي لك بالعزلة تمثلت ببقع حمر محتدمة ضاجة، او بقايا تجربة تترسب في الأعماق منسحبة من سطح اللوحة إلى أعماق صحرائها،دالا بها على تواصل المحن.
 
 لان البنية المكانية للوحته لا يؤشر إليها مكان طبيعي أو حلمي، بل مكان متخيل وشعري يعيد إلينا تركيب صورة واقعية بالوان جد مألوفة، وهو ما يجعل لوحته مشبعة بوح شعبية قروية بالرغم من صنعتها المدينية..وثمة ضياء ترابي يتراكم فوقها ليخفي عن العين مستويات من الفعل الدراماتيكي المتصالب، ثمة اشباح أيضا هي بقايا التاريخ تطل هياكلها أو ما تبقى منها،مذكرة لنا ما مر بطريقة الحكاية الناقصة فالوجود لها لم يكتمل هو بحاجة دائما لاثارة اسئلة، وثمة مساحات جرت عليها خيول الحركة القديمة فبدت ساحات مخربشة غير مستوية كما لو أنها جمع لتعاريج أزمنة الحروب.وعلى السطح مباشرة ثمة حارس يؤشر لنا للدخول إلى عالم اللوحة الداخلي. تشخيص لإنسان ممحو الملامح يحمل بيدة أو على يده وشوما لتواريخ سومرية وبابلية وتراثية أخرى مرسومومة أو موشومة يقدمها كواجهة بصرية بينما ما خلفها يمتد لأزمنة وجودية مختلفة.-عليك كي تفهم لوحة صادق كويش أن تكون قد قرأت الكثير عن فاعلية الموروث الشعبي وهو يواجه تكوينات الفلسفة الحديثة،هل ثمة عودة لتلك المحطات القديمة كي نرى من خلالها فنار البحار الجديدة؟
 اللوحة بمواجهة الفراغ الذي تتركه السماء عن الأرض،هذا التباعد المقصود بين الله والبشر تملأه الفلسفة واللوحة الفنية،كما يشير هايدغر، الفلسفة عندما تصور لك امكانية أن تصوغ أسئلة مستمرة عن الوجود، واللوحة عندما توفر لك امكانية رؤية أن بعض مساحات هذه الفجوة قد ملئت بمشاهد مثيولوجية.
 
 2 ) وقبل ان ندخل عالم صادق الفني وهو عالم ملتبس وغامض وشعري وفلسفي علينا أن نتدرج والقاري معنا في فك رموز لوحته وصولا إلى طبقات ما تحت الكتل والتشخيصات البشرية والحيوانية والحروفية التي هيمنت بصريا على اللوحة كما لو كانت هي الأساس في البنية الإنشائية لها. أولى مظاهر المثيولوجيا، هي انك لا تشعر ثمة انسيابية لونية بل تقاطع ألوان وتراكم كتل تظهر لك أن اللوحة عبارة عن سطوح عدة وألواح كثيرة كل سطح يرتبط باحداث زمن وكل لوحة تحمل جزء من مدونات ذلك الزمن، وما أن تأتي عليها لوحة أخرى حتى تغورالأولى في زمنية مظلمة دون أن تفقد بريقها، هذا التراكم ليس إنسيابية لونية بل بقع مكانية تشير إلى زمنية قديمة متقاطعة كما لو كانت فضاءات فيه ككتل لنجوم ومجرات مجهولة خلال أحالتها إلى ثيمة التقادم والحضور. واعني هنا باللانسيابية هي صلابة التكوين وتحديده الصارم وكتلته السوداء التي قد تضفي نوعا من العتمة تضيع فيها الملامح والتكوينات البشرية أو الحيوانية.
 
 هذه العتمة التصميمية تبدوثقيلة وحادة وقاطعة كما لو كانت بناء فلسفيا متراكما يوضح لنا ان قيمة الزمن هي في ابقائنا موجودين ونمسك على شيء من الذاكرة. ولك أن تتحسس سطح اللوحة لتجده خشنا متعامدا مع نفسه، مليئا بتراكمات قديمة ملونة بطريقة تبدو انها آيلة للزوال أو الإمحاء. وما بقي منها هو حكايتها فقط،او تلك الحدوتة التي تروى بلغات عدة ولكن الرواة لها قد غادروا اللوحة وبقيت الحكاية وحدها. هل ثمة شيء من رسوم الكهوف يستعيده صادق في لوحته فيعطي انطباعا أن للذاكرة جدرانا صلبة يمكنها أن تحوي ما مر عليها، وانها قادرة بالفعل أن تعود ثانية بإشارات كلما كان هناك استدعاء معاصر لها؟
 فما يحدث الآن في العراق والعالم من حروب سبق وان حدث، واللوحة هي إعادة بناء الذاكرة البشرية عندما تعاد هيمنة القوى العمياء على الحرية والوجود.لاشك أننا نسقط بعض ما نعيش على ما نشاهده،فلوحة صادق طريقة فنية تغمرنا بفيض السكونية القاتمة الآتية إلينا من أزمنة متداخلة لتعيش بيننا بكتلتها السوداء المهيمنة حاملا إشارات مثيولوجية ورسوم وخطوط كما لو كانت تعاويذ أزمنة لم تنفذ بعد. وهو ماجعل لوحاته المرسومة سابقا تعيش في لحظة ما وكأنها في لحظة الحروب الحالية،فعمل لها إطارات مشبكة كما لو أنها سجينة أوأن قضبان السجن تحتجز تلك التشكيلات القديمة ،إذن فاللوحة نص مفتوح يعيد بها الفنان قراءة زمننا العراقي.
 
 ثاني ملامح المثيولوجيا في لوحة صادق هو أن العامل البصري الذي يعيد تكوين بناء اللوحة كمشاهدة حية،يصبح بديلاعن العقل،وهو ما لا يمكننا الركون إليه، فالبصر ليس رؤية بل هو نظر،ولذا لا نجد لوحة صادق تعيد تشكيل مجموعة نظرات لتصبح لوحة ،بل يعمد إلى تغيير مستوى الرؤية ليجعل منها بنية عقلية تاريخية تعيد تكوين اللوحة وفق منظور فلسفي، بمعنى أن ثمة ثقافة متعمقة وراء اللوحة لذا نحتاج دائما إلى رؤية فلسفية تمهد لأعيننا السبيل للدخول إلى مستويات اللوحة غير الظاهرة.كان حديثي معه أثناء افتتاح المعرض وكان معنا البروفسور الدكتور نصر حامد أبو زيد الذي جاء قاصدا المعرض حيث انصب الحديث عن التداخل بين اللون والفلسفة، بين الكتلة والوجود، بين المكان والفضاء بين التجريد والمفاهيمية بين الكوليغراف والتعبيرية بين أن يكون الفنان بموقف وأن يكون عاكسا لمواقف تجري بالرغم منه بين أن يقول الفنان رأيه أو أن يستقبل آراء الآخرين، الحديث الذي استمر ساعة كاملة مشفوعا بحوار وباللوحات بدا لنا نحن الثلاثة اننا لسنا مفترقين عن قضية إنساننا العربي وسط هذه الحشود من المفاهيم والأفكار والسياسات والإضطرابات في عالم يصوب كل جهده على امحاء الشخصية الإنسانية كبديل لعولمة ربما تفقده لاحقا اي متكيء لهوية ما. كتلة سوداء قوية ولكنها محملة بقارب زمني أو بعينين مخترقتين ظلام العالم ووسط هذا الحضور الكتلوي الصارم ثمة فسحة من إعادة الاعتبار للسطح الذي مورس عليه عنف الفرشاة بطريقة تضيع في شعريتها وانسيابيتها كل ملامح ومدونات التواريخ القديمة، وثمة لا انساجم في بنية الكتل في الرأس او اليدين وثمة من يتعمل الغاء رسوم قديمة برسوم جديدة تحجب او تسور تلك الرؤية ان الفنان لا يترك لوحة مرتبطة بحال واحدة بل يعود إليها كلما وجد فيها ما يرتبط بالمعاصرة فيضيف إليها كتلا او تكوينات جديدة دون أن يلغي القديمة فتبدو اللوحة سجلا وتاريخا مستمرا من هنا لا توجد زمنية خاصة باللوحة بالرغم من احتوائها أزمنة.
 
 ثالث المفهومات المثيولوجية في لوحة صادق هي بنية الحكاية، ثمة تداخل بين فنون السرد وفنون التصوير مفاده أن لاصورةبدون حكاية لكن حكايتها تعتمد اساليب قول مختلفةاجد من الضروري لاحقا على النقد التشكيلي ان يعيد تركيب مفهوماته بعمل مقارنة بين اللون والكتلة والخط وبين علن الحيوان وعلم الإنسان،فغذا جردنا الشكل الحيواني او الإنساني من مكوناته الماديةتحول إلى كتلة ولون وخطوط، هذه الالبنية هي التي تقربنا من فاعليةتجريدات اللون، ربما محمود صبري اكثر الفاني معرفة بالمشترك بين الكائنا الحية وغير الحية.ما نريد الوصول إليه أن لامشاعر في اللون ولا في الكتل والأشكال والخطوط، المشاعر والمواقف في قدرة الفنان على جعل كل هذه المفردات الفنية قادرة على استيعاب حكاية ما فكرة ما الإنسان حياتيا ليس كتلة من عظام ولحم بل هو مشاعر ومواقف وهذه بنية عقلية.
في لوحة صادق يجردنا الفنان من مفاهيم المعلومات السابقة يدخلنا في مكونات الشعور الوجودي لحالات وجدت مادتها في مكونات إنسانية وحويانية وتراثية ولونية وقطعة قماش هذه البنيةهي محاولة خلق لكيان وجودي يواجه الفنان به مصائر تتحدث عن القتل والتدمير والموت والحاية انه صياغة قوى تافع عن الإنسانية المجردةبوجه قوى ظلام مجردة أيضان هل ثمة عودة للأسطورة؟ هذا ما نلاحظه في لوحات صادق.
 
 رابع هذه الملامح أن الفنان يتعامل شعريا مع الواقع،والتعامل الشعري هو توظيف طاقة اختزالية مكثفة للأشكال،فتبرزفي مقدمة اللوحة اشكال بشرية وكأنها تباشر رؤيتك العيانية،بينما يضع خلفها عوالم سديمية من التكوينات المتداخلة التي تبدو كأنها بصمات بشرية تراثية نفذت بصيغة تجريدية فتبين مدى اختزال الأزمنة القديمة ، الفصل بين مقدمة اللوحة وخلفيتها لعبة فنية لتوسيع دائرة الرؤية فتبدو اللوحة بابعاد ثلاثة. هذه التركيبة تقاس بدقة شاعرية اللون والكتلة وهي تنقل الفن من التصوير الفوتوغرافية إلى البنية الشعرية والتي تمكن للفنان من أن يتجول في حقول عدة من الفنون دون ان يفقد توجهه الفني كرسام حديث. الشعرية وليست النثرية هي التي توحد بين ازمنة وامكنة ومثيولوجيات مختلفة لعل هذا هو اهم ملامح التاثير الفن الغربي على صادق كويش ليفتح في لوحته نوافذ على استنهاض تستعيرالقيم الجمالية التراثية القديمة بتنفيذ كرافيكي تصميمي.لذا لا يزين صادق لوحته ولا يستعير اشكالا مكتملة لإدخالها فيها ولا يعيد انتاج ثقافة قديمة، لكنهن وبطريقة شعرية الوكلاج يزاوج بين الكتلة بالتأثير البصرسي واللون الترابي التراثي للون ليعيد تركيب الروح المعاصرة.
 
فالشعرية التي نعنيها هنا تلغي اية تاريخية، لأنها بعيدة عن التتابع والوثيقة التاريخية فهي تحيلنا إلى الدمج بين لحظات مفترقة في حياة موضوع يشغلنا جميعا. ثمة نقطة خامسة اراها ضرورية لفهم لوحة صادق كويش وهي سيطرته على المساحات الكبيرة تلوينا وتوزيع كتل فالتوازن البصري يتبعه توازن فني. تبدو اللوحة فيها كما لو كانت مبتدئة من خارج الإطار آتية من أحداث ماضية ثم تدخل في مساحة اللوحة الداخلية حيث يوضع الفنان خطوطة/ شخصياته/كتله ثم تخرج منها إلى فضاء اجتماعي أوسع. فتشكل مساحة اللوحة الداخلية حلقة وسطى بين بين مجتمع اسبق من اللوحة ومجتمع لاحق لها.هذه المكانية العيانية هي زمانية حيث الزمن يسيل ولا يحده حاجز اومرحلة..
 
هذه الديمومة في الرؤية المنبعثة من المساحة الاجتماعية وإليها، ثم يطلق مفردات اللوحة في مخيلة المشاهد ليضيف إليها هذه الطريقة مكنته من أن يهمين على اللون وتعدد درجاته، وعلى ملء مقدمة اللوحة بكتلة لجسد او راس أو بصمات وقد برزت هذه الكتل كما لو كان تكوينا زمنيا حارسا على سيولة التاريخ الآتي من الذات والمنطلق إلى المجتمع فتبدو الرؤية للوحته كأن ثمة خط افقي ينظم سير الكتل المنسابة هذا الخط يعيد ترتيب الذائقة البصرية من انها تقرأ اللوحة ابتداء من نقطة ما فيها ثم تمرر بصرك على مستوياتها لتكتشف الأعماق والسطوح المتراكمة. هذا ايضا يشير إلى ان الذائقة الفنية هي ذائقة اجتماعية بالرغم من هيمنة االنزعة الفردية على انتاج هذه المرحلة.
 
اللوحة لدى صادق ما تزال معلقة بين ازمنة وتواريخ وافكار ومدارس مختلفة، ولهذا فهي غنية بالتأويل . ومع ذلك ثمة حضور خفي لشاكر حسن آل سعيد خاصة في تنظيم التكتل وشاعرية اللون وتداخل السطوح واعتماد الكوليغراف كخلفية باطنية مستترة.






رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  ياسين النصير


 

بحث :

Search Help


دليل الفنانيين التشكيليين

موسوعة الامثال العراقيه

انضموا الى قائمتنا البريدية

ألأسم:

البريد ألألكتروني:



 

 

 

 

Copyright © 1997- IraqiArt.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
ENANA.COM