صرخ حارس (ساعة القشلة) محذراً الفتى الذي اقترب كثيراً من مكان الساعة ليشبعها (صوراً) من هنا بدأت حكاية (آمري سليم) في اربعينيات القرن الماضي والذي ولد في الموصل قبل ثمانين عاماً ليمارس التصوير في سن مبكرة متأثراً بموهبة والده في هذا المجال بعد انتقاله الى بغداد ليسكن منطقة (العاقوليه) الواقعة الان في منطقة الحيدر خانة . سارع الفتى (آمري) ليقتنص بعدسته مناطق بغداد القديمة ووسائل النقل فيها التي كانت يومها العربات والزوارق النهرية ليتدرج في تصوير التظاهرات والاضرابات المطالبة بتحسين ظروف الحياة، قام في نهاية الاربعينيات ومنتصف الخمسينيات في توثيق حياة العائلة المالكة . كانت علاقته بكاميرته حميمة منذ اكثر من خسمة وستين عاماً فهو الذواق اللماح الذي جمع عشرة ملايين صورة ، كانت توثيقا صادقاً واميناً للحياة العراقية بخيرها وشرها، افتتح اول (ستوديو) تصوير في منطقة الباب الشرقي تحت اسم (كولومبيا) من بين ستة استوديوهات كانت منتشرة في بغداد . انتقل الى القصر الملكي (مصوراً الملك) فيصل الثاني وعائلته فكان اصغر مصور يسمح له بدخول القصر ليعين في المكتب الصحفي للملك ومن ذكرياته عن تلك الايام قال انه حضر حفلاً في عام 1957 أقيم في قاعة الشعب وكان يصور الحفل بواسطة (الفلاش بودر) فااحرقت حرارة (الفلاش) ستار القاعة فاضطرب الحاضرون في الحفل وبينما كان الجميع منهمكين في اطفاء الحريق الذي أخذ يمتد الى باقي الستائر، وصل الملك فيصل الى القاعة وقام بعدها باكمال تصوير الحفل وبعد الانتهاء وجد كاميرته خالية من الفيلم الذي كان قد نسيه في الاستوديو. عمل في (مجلة قرندل) الساخرة التي كان يترأسها صادق الازدي وعن اختياره للعمل في هذه المجلة قال: انها تتميز بالامانة في نقل الخبر وتنوع موضوعاتها الساخرة التي زعل منها الكثيرون . (آمري سليم) يحتفظ بارشيفه الصوري من الاف الصور لفترة حكم عبد الكريم قاسم اضافة لزوار العراق من الشخصيات المهمة والالاف الاخرى لفناني العراق وفناناته وفي مختلف مجالات الفن وصور لاعلام العراق في الفكر والسياسة والادب واخرى للنصب والتماثيل التي تزين وتنتشر في ساحات بغداد مع الاف الاخرى للحرف والصناعات الشعبية التي أفلت بمرور الزمن والكثير لدور العبادة الاسلامية والمسيحية . رحل (آمري سليم) عن عالمنا يوم الجمعة 14 تشرين الثاني 2008 تاركا تاريخاً طويلاً من صور الابيض والاسود التي تزخر بالذكريات لتاريخ العراق ورجالاته الذين مروا به طوال قرن من الزمان .
آمري سليم في سطور الاسم: آمري سليم لوسيان المواليد : العراق - الموصل 1930 مارس التصوير الفعلي منذ عام 1945 في بغداد . عمل مصوراً: في مجلة (قرندل) الساخرة لصاحبها الرائد صادق الازدي عضو نقابة الصحفيين العراقيين، رقم الهوية 2139 عضو الجمعية العراقية للتصوير منذ تأسيسها وشغل عضوية الهيئة الادارية منذ عام 1980 . عضو اتحاد الصحفيين العرب عضو منظمة الصحفيين العالمية كرم ضمن رواد الصحافة عام 1988 حاصل على عدة جوائز وشهادات تقديرية حاصل على شهادة دبلوم من أمانة اسطنبول التركية عام 1962 شارك في عدة معارض في الهواء الطلق لمناسبة يوم بغداد . |