حسن بريسم مطرب عراقي من جيل ثمانينات القرن الماضي، تمسك بأداء الغناء الأصيل ولم يساير الموضة التي كانت سائدة آنذاك مما جعل شهرته تتأخر بعض الشيء قياسا بأقرانه، لكن موقفه جعله محط احترام وتقدير النقاد والجمهور الذواق للغناء الأصيل. وقد بدأ مؤخرا يركز على غناء الأغاني الوطنية التي تدعو العراقيين إلى المصالحة الوطنية والمحبة والوحدة.التقيته في بغداد وكان معه هذا الحوار.
ما آخر أعمالك الفنية؟
شاركت مؤخرا في أمسيات خارج العراق وكانت في النادي العراقي بالسويد وايضا اقمت حفلات في النادي العراقي الذي يشرف عليه الحزب الشيوعي العراقي ولحنت مجموعة من الاغنيات الوطنية. وسبب اهتمامي بالأغاني الوطنية هذه الفترة لأن العراق يحتاج الآن إلى أن نعزز دور المصالحة الوطنية ودور الاخوة والوعي والهوية الوطنية.
كيف ترى الاغنية العراقية الآن؟
وضع الاغنية العراقية بائس جدا لأنه في الداخل لا توجد اغنية عاطفية او اغنية فنية وكل الاغاني الان هي خارج العراق وتم تنفيذها تحت ضغط المنتجين والمؤسسات الفنية التي تعمل جاهدة على تهديم وتهميش وتشويه الاغنية العراقية.
هل تعتقد ان الاغنية العراقية تتعرض الى مؤامرة الآن؟
الثقافة والانسان العراقي يتعرضان إلى مؤامرة كبيرة تتمثل بالتهميش والتغييب من دول ومؤسسات فنية كبيرة ومن مؤسسات تجارية.
اصبحت امتدادا للأغنية السبعينية فكيف اخترت هذا الخط؟
الاغنية السبعينية مثلت مرحلة الازدهار العراقي على مستوى الانسان وليس الأغنية فقط. لأن الوعي العراقي والثقافة والصناعة والرياضة العراقية مثلت انطلاقة كبيرة في العراق الجديد العراق الواعي المتنوع والسبب هو ان الساحة الفنية او الساحة العراقية لم تكن مسيسة. كما أن الإبداع فرض نفسه والاغنية السبعينية هي الارث الحقيقي للأغنية العراقية.
لماذا اخترت نهج الأغنية السبعينية؟
أنا دائما اجري عكس التيار، لأني أجد فيه نفسي.ويجب أن تكون هناك جرأة وتجريب ومجازفة لأن الفنان يجب أن يكون مشاكسا نحو الأفضل وليس نحو الأسوأ وأن يكون مجددا وألا يكون نمطيا ولا يكون رتيبا. وأنا دفعت ثمن هذه المشاكسة كثيرا فلم أكن مطربا ابحث عن الفرصة أو أن تنتشر أغنيتي حتى تأتي لي بمردود مادي أو تأتي لي بشهرة أكثر. لم ابحث عن هذا أبدا فعملت على موضوع الأغنية الجادة الرصينة. وهذا الأمر سبب لي خسارة للنجومية والمادية، لكن عباقرة الفنانين وعباقرة الكون في كل المجالات لا يبحثون عن الشهرة والمال لأن المنجز هو الذي يطرح نفسه ويخلق منه نجما.
من هم الملحنون الذين تتمنى ان تتعامل معهم؟
اتمنى ان اعمل مع اي ملحن جيد. بل مع أي أغنية تمتلك المواصفات الجيدة من كلام ولحن وفيها تنوع وألا تكون مغلقة على السبعينات فقط، بل فيها روح السبعينات لكن فيها امتداد للحاضر والتطور. والأغنية الجادة والرصينة هي مهمة الثقافة لأن مهمة الفن بشكل عام ان يرتقي بأذواق الناس ووعيهم عن طريق الشعر أو الكتابة أو الطرب أو الموسيقا.
أغنية لغيرك تمنيتها لك؟
اغنية “يا طيور الطايرة” من الحان الفنان كوكب حمزة وغناء سعدون جابر وأغنية “راجعين” من الحان الفنان المبدع طالب القره غولي وغناء حسين نعمة وكثير من الاغاني الجميلة كنت اتمنى ان تكون من حصتي.
هل تعتقد أن الأغنية العراقية مغيبة في الداخل؟
في الداخل الاغنية مهمشة وعليها مؤامرة. وهذه المؤامرة ليست فقط على الاغنية وانما على الثقافة لأن المؤسسة الحكومية والمؤسسات الفنية لا تدعم اي نشاط للأغنية العراقية ما عدا بعض الفضائيات والتي تتعامل مع الشباب ليس خدمة للأغنية ولكن خدمة لفضائيتها. وللفضائيات دور مهم في ايصال الاغنية العراقية لكنها لا تعمل لصنع أغنية عراقية جيدة وانما تعمل لسد فراغ في شاشتها في وقتها الفضائي المستمر. لكن مع هذا هي مشكورة لأنها عرضت مجموعة من الاصوات الجميلة.
انتم كمطربين هل غياب لجان الفحص أفادكم أم أضركم؟
بالتأكيد إن غياب لجان الفحص ولجان الاختبارات أضرتنا.لأن أي فنان اذا لم يكن هناك ناقد ينقد أعماله فستصبح فوضى، لأن الناقد البناء والناقد الجيد يصلح من شأن العمل الفني والثقافي يعني عندما يكون هناك ناقد مسرحي وناقد موسيقي وناقد للقصة وناقد تشكيلي وناقد أدبي هذا يرتقي بالمنجز. |