ان الشواهد الاثرية التي تثبت ان المرأة في العراق القديم قد مارست الموسيقى والغناء هي :
1.الهياكل العظمية للموسيقيات اللواتي تم دفنهن مع التهن الموسيقية في المقبرة الملكية في أور والتي يرجع تاريخها الى ماقبل 4400 سنة .
2.الكتابات المسمارية التي زودتنا بأسماء الموسيقيات والمغنيات منذ عصر فجر السلالات الثاني قبل 4580 سنة . وكيف انهن قد شغلن نفس المناصب الرسمية التي كان يحتلها الرجل .
3.رسوم الحياة الموسيقية المنقوشة والمنحوتة على مختلف انواع الاثار من اختام ودمى ومنحوتات وغير ذلك ، حيث نشاهد المرأة وهي تعزف بمفردها أو مع الرجل أو مع المجموعة في مناسبات مختلفة وذلك قبل 4650 سنة .
ونستعرض الان تفاصيل هذه المصادر المذكورة في الفقرات الثلاثة لاهميتها في هذا الموضوع خلال التنقيبات التي جرت في مدينة أور للفترة 1922- 1934م .
1.تم العثور في بعض القبور الملكية وغيرها على الهياكل العظمية للعازفات مع التهن الموسيقية ففي احد القبور عثر على عشرة هياكل عظمية لنساء بالقرب من بقايا الات وترية حيث وجدت فوقها بعض العظام من سيقان العازفات وفي القبر الملكي الذي احتوى على القيثارة الذهبية المعروضة في المتحف العراقي والقيثارة الفضية المعروضة في المتحف البريطاني والقيثارة الزورقية المعروضة في متحف بنسلفانيا في الولايات المتحدة الامريكية . تم العثور على اربعة هياكل عظمية للعازفات ولوحظ ان اصابع احدهن لازالت على وتر الالة الموسيقية وفي قبر اخر .
تم العثور على تسع هياكل عظمية لموسيقيات حيث وجدت التهن الموسيقية فوق هياكلهن العظمية . اوردت الكتابات المسمارية التي تعود الى ماقبل 4300 اسماء الموسيقيات والصنف الموسيقي الذي يرجعن اليه وزمن الملك الذي عشن فيه ومدينة عملهن ومن اسماء الموسيقيات التي تكررت كثيرا نذكرعلى سبيل المثال:
(أ). نين -اي- بالاك- - ني - دوك nin-e-balag-ni-dug
(ب). آ-كيل -سا A-gil-Sa
2.أن حفيدة الملك الاكدي المشهور نرام سين Naramsin الذي حكم قبل 4175 سنة كانت تعزف الة موسيقية ( بالاك دي) في معبد اله القمر في مدينة تلو جنوب العراق . وبالاك دي الة وترية موسيقية والتي تسمى بالكناره وبالانكليزية harp .
3.ان الملك الاشوري شمشي ادد الاول الذي حكم بلاد اشور قبل 3730 سنة من الان والذي كان يعاصر الملك البابلي المشهور حمورابي قد امر بالحاق بنت الملك المخلوع لمنطقة ماري بمدرسة الموسيقى التابعة لقصره.
4.ان طبيبين من اطباء الملك الكشي الذي حكم من القرن الرابع عشر (ق.م) وهما ايمكورو وشومولبشي كانا يعالجا الموسيقيات من مدرسة الموسيقى التابعة لقصره ويقدمان التقارير الطبية عن حالتهن .
5.هناك عدة مجموعات من النساء اللواتي يزاولن مهننا غير موسيقية الا انهن استدعين للغناء والعزف في المعبد في بعض الاعياد والمناسبات ونذكر على سبيل المثال :
(أ). آر- بي - توم
(ب). آ - دي - توم
(ج). او- بي .... والخ .
6. ان وظيفة كاهن موسيقى من صنف نار nar او من صنف كالا gala في اللغة السومرية هي مناصب كبيرة في المعبد قد شغلتها المرأة ايضا في عصر فجر السلالات الثاني والعصور اللاحقة اي قبل 4400 سنة من الان وهناك مجموعة من الاختام الاسطوانية ودمى الطين ونقوش الفخار الملونة تثبت وجود الموسيقيات قبل 4650 سنة من الان اي قبل الهياكل العظمية من اور والنصوص المسمارية ترينا المشاهد المنقوشة على الاختام الاسطوانية قيام المرأة بالعزف على الالة الوترية المعروفة في اللغة السومرية باسم بالاك balag وهي تقابل تسمية هارب harp بالانكليزية ونشاهد العازفات في هذه المشاهد اما في حالة الوقوف او الجلوس او الركوع وكان من جملة الاثار التي عثر عليها في مدينة كيش قرب بابل قطعة من الصدف منقوش عليها مشهد امرأة تعزف على المضارب الرنانة .
وهناك مجموعة كبيرة من دمى الطين التي ترينا قيام المرأة السومرية والبابلية والاشورية والسلوقية والحضرية وهي تعزف على الدف الدائري والعود ، الكناره، الجنك الزاوي ، الناي المزدوج ،الكوسات ( سيمبال)، الطبل الصغير ، الشعبية . وترينا اثار عصر الملك البابلي حمورابي الذي حكم قبل 3700 سنة ثنائي موسيقي مؤلف من رجل وامرأة يعزفان على الة وترية واخرى ايقاعية أما أثار العصر الاشوري والحديث من عهد الملك سنحاريب الذي حكم قبل 2685 سنة من الان فانها ترينا العازفات الاشوريات مع العازفين في الفرقة الموسيقية الكبيرة وكذلك في فرقة موسيقية عسكرية . ان مشاركة المراة والرجل في الموسيقى والغناء لم تقتصر على الموسيقى الدينية وموسيقى الاعياد والالعاب الرياضية والمناسبات الخاصة بل تجاوز ذلك الى فرقة موسيقى الجيش قبل 4400 سنة من الان حيث غنت المراة السومرية لانتصار ملكها القائد على الاعداء وشاركن في الاحتفالات التي اقيمت بهذه المناسبات جنبا الى جنب مع الرجل علما بانه لم يثبت بعد بالشواهد الاثرية لنساء الحضارات القديمة الاخرى مثل حضارة وادي النيل والحضارة الاغريقية والرومانية والفارسية والحبشية ماقامت به المراة في العراق القديم في عالم الموسيقى انذاك . وفي عصر الحضارة العربية الاسلامية ساهمت المراة في الحياة الموسيقية وذاعت شهرة الكثير من المغنيات والعازفات على مختلف الالات الموسيقية |
