أكثر من اربعين لوحة فنية هي خلاصة التجارب الاخيرة للفنانيين التشكيليين مهدي الاسدي وستار لقمان التي تعرض حاليا بقاعة دربونة في العاصمة الاردنية عمان , ويضم المعرض الذي يحمل عنوان " أيام من بغداد " اعمالا فنية تحتفي بكل مايذكر البغداديين بتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم وتفاصيل الحياة الشعبية اليومية لاهالي المدينة .
وأوضح الفنان التشكيلي مهدي الاسدي ان المعرض هو اللقاء الخامس المشترك بينهما وهو امتداد لتجربة أستمرت لاكثر من اربعين عاما من العمل المتواصل في محاولة منهما لمنح اللوحة خصوصيتها وهويتها العراقية .
ويشير الفنان التشكيلي ستار لقمان الى ان المعرض جاء حرصا منهما على احياء المدرسة البغدادية في الفن التشكيلي التي أسسها الفنان يحيي الواسطي وسار عليها رواد الفن التشكيلي من جواد سليم وفائق حسن وغيرهم
, مؤكدا ان اعماله تتميز بخصوصيتها حيث تجمع بين الموروث الشعبي العراقي والواقع العراقي المعاش حاليا برؤية جديدة و معاصره
ويقول الفنان التشكيلي عاطف سالم :
مع ان الزائر للمعرض يجد تباينا ملحوظا في الاعمال من حيث الرؤية والالوان التي استخدمها الفنانان اللصيقان لبعضهما البعض منذ اربعة عقود من الزمن الا انه يجد ان اعمال الفنان مهدي الاسدي تختلف بعض الشئ عن اعمال زميله اذ غابت التفاصيل في معظم اعماله التي جمعت بين التعبيرية والتجريدية بينما حافظ لقمان على اسلوبه التعبيري الواقعي
.
ويرى الفنان التشكيلي عباس غانم ان المعرض اعاد لذاكرة المتلقي الاجواء البغداديةالحميمية التي افتقدها منذ زمن بعيد والحنين اليها
من خلا ل اللوحات وطريقة بنائها واسلوبها والتي هي عبارة عن قصص سردها الفنانيين عن ملامح بغداد الجميلة باسلوب جميل وشاعري من خلال تجسيدهما لتفاصيل الحياة اليومية البسيطة للبغداديين كالدرابين والمقاهي وأصحاب المهن والحرف اليدوية والباعة المتجولين ومشهد المراة البغدادية بكل حالتها وكل مايتعلق بذاكرة مدينة بغداد .
ويعتبر الفنانان التشكيليان مهدي الاسدي وستار لقمان من الفنانين المتميزين في الساحة الفنية التشكيلية العراقية والعربية , اقاما منذ بداية مسيرتهما الفنية قبل اربعين عاما عشرات المعارض الشخصية داخل العراق وخارجه واعمالهم مقتناة في العديد من الدول العربية والاجنبية .