فنانات بصريات ينفذن حملة للرسم على جدران المدينة
البصرة/ أصوات العراق: ينفذ مركز المستقبل للمرأة في البصرة وبالتعاون مع عدد من الفنانات البصريات حملة للرسم على الجدران والحواجز الكونكريتية في المدينة هي الأولى من نوعها لكسر حاجز الخوف ومحاولات التهميش، في حين دعا فنان للاحتفاء بالحملة ودعمها. وقالت رئيسة مركز المستقبل للمرأة في البصرة المحامية زينب صادق لوكالة (أصوات العراق) إن المركز “تبنى حملة للرسم على الجدران والحواجز الكونكريتية المنتشرة في مناطق مختلفة من المدينة بالتعاون مع ثلاث رسامات ورسامين اثنين من طلبة كلية الفنون الجميلة”. ومركز المستقبل للمرأة العراقية هو إحدى منظمات المجتمع المدني في البصرة، ومن أهدافه رفع مستوى واقع المرأة والدفاع عن حقوقها.
وأضافت رئيسة المركز أن الحملة “هي الأولى من نوعها ليس في مدينة البصرة حسب بل في العراق من خلال إقامة ورش فنية متنقلة في الشوارع لعدد من الفنانات لإضفاء مسحة من الجمال على الجدران الصماء وتزيين وسط المدينة بلوحات مزدانة بألوان الفرح والحياة”، مبينة أن الحملة التي مقررا لها أن تستمر لثلاثة أشهر “بدأت في الأول من تموز يوليو الماضي وتشمل الرسم في مناطق مختلفة كجدران مبنى المحافظة السابق وسط المدينة ومطار البصرة القديم في المعقل إضافة إلى الحواجز الكونكريتية المنتشرة في مناطق متفرقة من البصرة”.
وذكرت أن الحملة “تعد إعلانا من المرأة البصرية لكسر حاجز الخوف ومحاولات تهميش دورها الاجتماعي والثقافي والإنساني واستعدادها للمشاركة في الميادين العامة بعد أن مرت بأوضاع سيئة وانتهاكات كثيرة أسهمت في انزوائها عن الحياة العامة”. وخلصت إلى أن مواضيع اللوحات التي يتم رسمها على الجدران والحواجز “هي في الغالب عن المرأة والبيئة البصرية”. من جانبهن أبدت الفنانات المشاركات في الحملة إصرارهن على إثبات قدرات المرأة وسعيها لتأخذ دورها في المجتمع. الفنانة زينب محمد إحدى المشاركات في المشروع، وهي طالبة في أكاديمية الفنون الجميلة، قالت لوكالة (أصوات العراق) إن مشاركتها في هذه المشروع جاءت لأنه “مبادرة جميلة برغم ما يكتنفه من صعوبات في هذه الظروف الحرجة لاسيما ارتفاع درجات الحرارة”، وبينت أن العمل “ينسيها وزميلاتها كل الصعوبات”. وأضافت أن لدى المساهمين في المشروع “رسالة يحاولون إيصالها إلى المجتمع العراقي بعامة والبصري بخاصة مفادها أن المرأة لا تزال قادرة على أخذ دورها وإثبات وجودها”، موضحة أن الرسوم التي يتم تزيين الجدران بها “تتناول مواضيع من التراث العراقي تمثل المرأة في مختلف المجالات”. وأفادت أن المشروع “يشكل تحديا وهدفا لا بد من تحقيقه”. أما الرسامة إسراء علي وهي مشاركة أخرى في الحملة، فقالت إن المشروع “جيد ويشيع أجواء البهجة والفرح في المدينة فضلا عما يبينه من قدرات نسوية واعدة”, مشيرة إلى أن العمل ضمن مثل هذه الأجواء الحارة “لا يخلو من صعوبات وجهد لكن المشاركات مصرات على إنجازه لإضفاء مسحة جمالية على المدينة والارتقاء بالحس الفني والذوق العام فيها”. إلى ذلك قال الفنان أيمن خالد وهو أحد المشرفين على تنفيذ الحملة لوكالة (أصوات العراق) إن العمل الذي ينفذ من قبل مركز المستقبل للمرأة في البصرة “يعد رائدا حيث تم اختيار عدد معين من الفنانات والفنانين ممن لديهم روح الإبداع والرغبة لإبراز دور المرأة في المجتمع”، لافتا إلى أن الأعمال المنفذة لحد الآن “كثيرة بالرغم من أن الحملة مستمرة وتشمل مناطق مختلفة”. من جانبه قال الفنان التشكيلي والتدريسي في كلية الفنون الجميلة ياسين وامي لوكالة (أصوات العراق) إن حملة مثل هذه “تستحق الاحتفاء والتقدير لأنها تحرك الحياة وتستحق الوقوف عندها والانتباه لها ودعمها”، منوها إلى أهمية “حث من يمتلكون الطاقات الإبداعية على إشاعة الجمال وخلق شكل جديد للحياة بالرغم من وجود مصاعب لتعطيلها”. وأضاف وامي أن نشاط كهذا “ملفت للانتباه ويستحق التقدير ويجب أن يركز عليه وإثارته أكثر ودعمه من مختلف الأطراف”، مبديا إعجابه بـ”جهود المشاركين في المشروع لاسيما في هذا الجو اللاهب”ز واستطرد أن الأعمال الفنية المنجزة “مهما كان مستواها تشكل ظاهرة تستحق الاحترام والتقدير”، داعيا لضرورة “تبنيها وتطويرها لخلق أجواء من البهجة والفرح تسهم المرأة بخلقها وإبداعها”. وتقع مدينة البصرة، مركز محافظة البصرة، على مسافة 590 كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد.
|