استضافت الجمعية العراقية لدعم الثقافة بالتعاون مع مؤسسة اتجاهات الثقافية ودار الهنا للعمارة والفنون، المعماري العراقي الكبير الأستاذ الدكتور قحطان المدفعي، الذي قدم محاضرة بعنوان (البيت العراقي التقليدي (الحوشي) لماذا نحافظ عليه؟ وكيف؟).
ذلك يوم الجمعة الموافق 28 أيار2010م، في قاعة مدارات للفنون في الوزيرية، وسط حضور متميز من المثقفين والمسؤولين العراقيين الذين كان من بينهم الأستاذ نصير الجادرجي والأستاذ رائد فهمي وزير العلوم والتكنولوجيا والأستاذ الدكتور جواد مطر الموسوي رئيس جامعة واسط والأستاذ الدكتور نوري مصطفى بهجت والمعماري الأستاذ الدكتور خالد السلطاني.
بدأت المحاضرة بتقديم الأستاذ مفيد الجزائري رئيس الجمعية العراقية لدعم الثقافة، إذ قام بالحديث عن العمارة العراقية المعاصرة وروادها في إشارة إلى الدكتور قحطان المدفعي، بوصفه احد روادها المعاصرين، إذ تطرق الأستاذ مفيد الجزائري إلى الجوانب المضيئة للدكتور المدفعي وما قدمه مخلصاً من تفانٍ وجهد كبير للعمارة العراقية، بعدها بدأ الدكتور قحطان المدفعي بالحديث عن البيت العراقي التقليدي، وما عاناه من إهمال وتشويش في أسلوب عمارته وبنائه، إذ تطرق إلى دراسة العوامل البيئة في العراق وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على العمارة، ولاسيما عمارة البيت التقليدي العراقي، كما دعا إلى وجود تقاليد بيئية تؤثر على المعمار وتجعله متميزا وله سمات مميزة، تميز عمارة البيت العراقي عن عمارة البيت غير العراقي، كما تحدث الدكتور المدفعي عن بعض التوصيات التي كان من بينها أن يكون البيت العراقي المعاصر متميزا من حيث امتلاكه مقومات جديدة وابتكارات تؤهله لان يكون وحدة مستقلة في الطاقة الكهربائية والمياه وغيرها من القضايا التي ترتبط بديمومة الحياة ولاسيما ما يرتبط بوظائف البيت العراقي المعاصر.
بعدها شكر الأستاذ مفيد الجزائري الدكتور المدفعي على محاضرته القيمة ثم بدأ باب الحوار والمناقشة، وكان أول المتحدثين هو الأستاذ مفيد الجزائري، إذ عقب على محاضرة الدكتور المدفعي إذ أشار إلى طبيعة مواد البناء في العراق، وطبيعة أساليب البناء المعماري، كالمعمار العمودي، والأفقي، بعدها تحدث الأستاذ نصير الجادرجي الذي أشاد بالمحاضر والمحاضرة داعيا أن يكون هنالك صدى لتحقيق توصيات هذه المحاضرة القيمة داعيا أمين بغداد شخصيا للتعامل بجدية معها.
كما تحدث الأستاذ رائد فهمي وزير العلوم والتكنولوجيا، عن الوسائل التقنية لفحص مواد البناء التي تعد من ضمن مهمات وزارته، واخذ هذا الموضوع بأهمية بالغة لتوفير مواد بناء نوعية تمتلك الرصانة، والمتانة في البناء المعاصر، بعدها تحدث الأستاذ الدكتور جواد مطر الموسوي رئيس جامعة واسط بعد أن أشاد بالجهود الكبيرة للجمعية العراقية لدعم الثقافة في التركيز على العمارة العراقية، وجهود روادها.
إذ دعا إلى اتخاذ إجراءات عملية تطبيقية على الواقع، كما أكد الدكتور هادي الباقر على دراسة الجدلية المرتبطة مابين البيئة العراقية بخصائصها الطبيعية والاجتماعية من جهة، والعمارة العراقية من جهة أخرى. أعقبها مداخلة الأستاذ الدكتور خالد السلطاني الذي أشار إلى التركيز على بيان معالم البيت العراقي التقليدي بوصفه معماراً مميزا من حيث تقسيماته ونمط بنائه وتأثيرات البيئة الاجتماعية والطبيعية عليه.
كما تحدث الأستاذ الدكتور نوري مصطفى بهجت عن تجربته الشخصية مع الدكتور قحطان المدفعي الذي صمم له بيته الشخصي في حي المنصور، إذ أشار الدكتور نوري إلى العلاقات الثقافية الشخصية التي جمعته مع الدكتور المدفعي كفنان تشكلي رائد، واحد مؤسسي جمعية التشكيليين العراقيين في نهايات الخمسينيات من القرن الماضي.
شهدت المحاضرة تعقيبات من عدد من المثقفين العراقيين كالفنان المسرحي الرائد طه سالم والفنان مقداد عبد الرضا، والسيد لؤي العاني رئيس دار الهنا للعمارة والفنون. بعدها قدم الأستاذ مفيد الجزائري شهادة تقديرية إلى الأستاذ الدكتور قحطان المدفعي، باسم الجمعية العراقية لدعم الثقافة، تقديرا لجهوده العلمية والفنية الكبيرة. وأعلن الأستاذ مفيد الجزائري عن قيام الجمعية العراقية لدعم الثقافة بالتعاون مع دار الهنا للعمارة والفنون بإعادة طباعة ديوان الدكتور قحطان المدفعي الموسوم (زلزال) تقديرا لعطائه الفني والثقافي.
بعدها أقامت جماعة شناشيل للمقام العراقي التابعة لمجموعة دار الهنا للعمارة والفنون بتقديم بعض الأغاني التراثية العراقية والجالغي البغدادي المعروف لارتباط المقام العراقي البغدادي بالبيت العراقي التقليدي وخصوصية البيئة الاجتماعية في العراق.
|